والآن بعد أن طلب جيش الحشد الشيعي الشعبي التابع بالتأكيد لإيران تغيير سفير المملكة العربية السعودية لدى بغداد العربية وإلا سيتم تصفيته ..ما رأي جامعة الدول العربية؟! لقد صمتت الجامعة كثيراً في عهد أمينها العام السابق على ما يجري من انتهاك لقيم العروبة ليس في العراق فقط وانما في سوريا العربية ولبنان العربي واليمن العربي وكانت الحجة الواهية انها - الجامعة- تحافظ على وشائج العروبة. الكارثة أنه مع كل وشيجة كانت تهدم مدينة عربية بأيدٍ غير عربية وبأسلحة غير عربية.. ومازال العرض مستمراً .. من حلب لحمص في سوريا ومن الفلوجة لمدن أخرى في العراق. فلما طال سكوتها - سكوت الجامعة العربية- لا أسكت الله لها حِسّاً تولى مندوبو ايران لدى بغداد ولبنان إفساد اي قرار عربي يتعلق بالأمن القومي العربي! فإن قال القرار إنه ضد تدخل إيران في اليمن وقف مندوب العراق الذي هو مندوب إيران ليعترض. وإن طالب القرار بوقف التدخل الإيراني في سوريا انتفض صبي لبنان الذي هو مندوب طهران ليرفض! شيئاً فشيئاً تجرأ هؤلاء وجاهروا بمناصرة ايران باطلاً وباطلاً في صحن الجامعة العربية وأمام وزراء الخارجية العرب على حساب قضايا العرب! مللت من تكرار عبارة إن إرادة الجامعة العربية ليست هي إرادة أمينها العام لكني لن أملَّ من المطالبة بحفاظ الجامعة بوضعها الحالي على الحد الأدنى من الكرامة العربية خاصة إذا تعلق الامر بشأن عربي محض. لقد جاءت مسألة السفير ثامر السبهان لتكشف المزيد من حقائق التدخل الإيراني السافر في الشأن العربي والذي سيصل قريباً -إن لم يكن قد وصل بالفعل- لحد التدخل في تحديد الرئيس العربي وليس السفير فقط.!! وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن رئيس لبنان لابد أن ترضى بل تقبل بل ترشحه إيران وكذلك الحال في سوريا والعراق واليمن وكأنها حصة إيران في جامعة الدول العربية. أخشى والحال كذلك أن تكون للجامعة أمانتان ،الأولى في القاهرة والأخرى في طهران! لقد كنت أخشى مع اقتراب التصويت على القرارات في الجامعة العربية بأغلبية الأصوات أن يكون الأمر متعلقاً بالتطبيع مع إسرائيل أو نحو ذلك؛ غير إنني أوقن اليوم أن المسألة بهذا الشكل لن تقتصر على إسرائيل وإنما قد تمتد لدول غير عربية أخرى تطمع في أشياء كثيرة.. من حسن الحظ ومن لطف الله بالعرب أنها جاءت في السبهان ليتأكدوا أن السفراء السعوديين العرب كلهم سبهان فماذا عسانا أن نفعل وكلنا سبهان؟ سلام على سبهان وكل سبهان في أي موقع ومكان.. وألف حسرة وخيبة على الصامتين الخرس وعلى سماسرة الصهاينة والفرس. sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :