عندما يكون اللقاء مباشراً وتسمع من المسؤول نفسه فان الأمور تختلف عن تلقي المعلومات عن طريق طرف مؤيد او معارض او محايد والتي قد تتعرض للتحريف أو التأويل. كُتب الكثير عن وزارة الإسكان منذ تأسيسها؛ وتم انتقاد العديد من الإجراءات التي لم تكن ملائمة في حينها ولا تتفق مع واقع سوقنا العقاري او احتياجات المواطن العادي الذي ينتظر منها المساهمة في حل معاناته. الجميع يبحث عن المعلومة ويريد الشفافية والمصداقية في كل أنواع التعاطي مع ملف الإسكان حتى لو كانت المعلومة مؤلمة أحيانا فكل ما يهم هو الصدق ونقل الحقائق كما هي. الكاتب يحمل أمانة القلم في تعاطيه مع جميع الأطراف بعيدا عن المجاملة والمحاباة لطرف على حساب آخر وهذا قد يغضب بعض المسؤولين عند نقل الحقيقة او الإشارة لموضوع يمس المواطن مباشرة ويؤثر عليه في مختلف مجالات حياته ومنها المسكن والتعليم والصحة. وزارة الإسكان لديها ملف معقد ومتشابك ويهم جميع افراد المجتمع الفقير والغني البائع والمشتري المستثمر والمطور الممول والمسوق المواطن والمسؤول كلهم لديهم علاقة مباشرة وأي تحرك للوزارة في أي اتجاه سيؤثر على شريحة كبيرة منهم. لذا لا بد من التواصل مع الجميع وهي مسؤولية ليست بالسهلة وتحتاج الى استراتيجية احترافية للاتصال مبنية على ماذا ستعمل الوزارة في الجانب الاستراتيجي والتخطيطي وباستخدام وسائل الاتصال والتواصل المناسبة مبنية على وقائع وخطط قابلة للتحقيق بعيدا عن الاماني وأساسها الشفافية في التعاطي مع الجمهور المستهدف. حتى المواطن او المقيم الذي لم يستفد من خدمات وزارة الإسكان او مشاريعها مباشرة فهو سيتأثر بأسلوب ادارتها للسوق ويتطلع الى عمل توازن لكافة الأنشطة المرتبطة بالسوق العقاري. في الندوة التي نظمتها صحيفة "الرياض" في مقرها بالرياض قبل عدة أيام مع وكيل وزارة الإسكان المهندس محمد الزميع ومجموعة من المهتمين بالشأن العقاري من مطورين وممولين وكتاب الشأن العقاري بالصحيفة. كان حواراً ثرياً ومباشراً وصريحاً.. قدم لنا معلومات لم نكن على علم بها وتصب في مصلحة المواطن وتعطي الأمل بأن الوزارة تسير بالشكل الصحيح وأنها جادة في حل ملف الإسكان حتى لو طال الزمن. نريد من المسؤول ان نقف معه أولا بأول عن سير العمل والعوائق ان وجدت بكل شفافية ووضوح والخطوات والإجراءات لتنفيذ أهدافها.. من هنا سيجد أن الجميع يقف معه ويدعمه في نقل المعلومة وتحليلها بواقعية. ويبقى الالتزام بالوعود هو المطلب واي تأخير او تعثر لابد ان يكون مبررا ليقبله المتلقي. وأخيرا هل لدى الوزارة خطة لما بعد 500 ألف وحدة سكنية أي بعد 5 و10 سنوات حتى يكون الجيل الجديد من الشباب مرتاحا ومؤملا بحل مشكلة أرّقت آباءهم لعقود.
مشاركة :