ورشة العمل التي أقامتها وزارة الإسكان الاسبوع الماضي مع عدد من المطورين العقاريين لبحث سبل الشراكة مع القطاع الخاص، بعنوان السبل والآليات المناسبة لإشراك القطاع الخاص في جهود تطوير وتوفير الإسكان وتحديد العوامل المهمة لإنجاح الشراكات بين القطاعين العام والخاص.. خطوة ايجابية وبداية جيدة للوزارة للانفتاح على القطاع الخاص والاستفادة من تجاربه والتعاون بما يخدم مصلحة الطرفين، الفكرة بحد ذاتها جميلة وستسهم بلا شك في دعم الوزارة في تنفيذ مشاريعها السكنية العملاقة في مختلف مناطق المملكة ويبقى الأهم وهو تحقيق الاستفادة القصوى من الشراكة مع القطاع الخاص. السؤال المهم هو عن تفاصيل ونتائج هذا اللقاء الذي جاء عن طريق خبر مقتضب ورد عن وكالة الانباء السعودية وبدون أي تفاصيل عن اللقاء والمحاور التي تم مناقشتها ووسائل الاستفادة من تجارب القطاع الخاص العقاري. عدة نقاط يمكن استخلاصها من اللقاء والطريقة التي تم استخدامها والنتائج المتوقعة منه عطفا على شح المعلومات الواردة بدون تفاصيل او معلومات.. غياب الشفافية يجعلني أستحضر عمل القطاع العام في الثمانينات والتسعينات الميلادية..حيث الاخبار المقتضبة رغم تطور وسائل الاتصال والإعلام وتعددها. وهذا ما يجعل الارضية خصبة للتأويلات والتفسيرات الخاطئة والإشاعات في أحيان كثيرة عن نتائج اللقاء. نحن بحاجة للتفاصيل فموضوع السكن وحراكه تهم كل شرائح المجتمع وهناك العديد من التساؤلات عن ما تم وتفاصيل اللقاء ونوعية الحضور والنتائج التي تمخض عنها. ويجب أن تكون الشفافية حاضرة في مثل هذه اللقاءات ودعوة الاعلاميين والمهتمين في مجال التطوير العقاري لتكون الفائدة أعم وأشمل. هي ليست مناقصة يتم فيها دعوة فئة معينة بل هي لقاء مفتوح يهدف الى تبادل الافكار والسعي للوصول الى صيغة شراكة وهذا هو عنوان الورشة. وأعتقد أنه من الاهمية بمكان أن لا تكون الورشة في مكان واحد وان لا تقتصر اللقاءات على الرياض فقط بل تشمل جميع مناطق المملكة مع دعوة المطورين من مختلف المناطق. والأهم هو حضور ممثلين عن الشركات الافضل في مجال التطوير العقاري ممن سجلهم حافل بالانجازات ويمكن ان يكونوا اضافة للوزارة ومشاريعها. نتمنى التوفيق للقائمين على وزارة الاسكان فالمسئولية ليست بهينة ولا نشك في أنهم يسعون بكل جد لتنفيذ الاوامر الملكية الكريمة وتحقيق انجاز تطوير المشاريع السكنية.. ويبقى الأهم وهو الاستفادة من التجارب السابقة وأن تكون البداية من حيث انتهى الآخرون.