لَا يعجبني التَّدفُّق الهَائِل لكُتب تَطوير الذَّات، وأستَاءُ حِين أَذْهَب إلَى المَكتبة كُلّ أسبُوع، فأَجد عَشرَات العَناوين «الهَايفة والسَّخيفَة» في تَطوير الذَّات، لأنَّ كَثرة هَذه الكُتب يَجعل الجَيّد مِنها والجَادّ، يَضيع في خِضَمّ الإنتَاج المَسلوق والمسَفسَط، ومِن ضِمن الجيّد القَليل، كُتب شيخ تَطوير الذَّات، وأعنِي بِهِ العَالِم الكَبير الدَّكتور «إبراهيم الفقي» -رَحمه الله-..! هَذا الرَّجُل العَبقري الذي رَحل عنّا قَبل فَترة، كَان دَقيقًا في عِلمه، يُعطيك المَعلومة والفِكرة، وطَريقة تَنفيذهما، ويبعد عَنك كُلّ مَا يُعيق تَطوير ذَاتك.. ولَن أُطيل في الحَديث عَنه، بَل سآخذ كَبسولات مِن أفكَاره، لَعلَّها تُرشد النَّاس إلَى كُتبه..! يَقول الفقي مَثلاً: (لَا تُثقل يَومك بهمُوم غَدك، فقَد لَا تَجيء همُوم غَدك، وتَكون قَد حُرمت سرُور يَومك)..! كَما أَوصَانَا الفِقي بأنْ نَضع حَدًّا لسطوَة المَاضي، حِين قَال: (يَجب عَلَى الإنسَان أنْ يَقول لمَاضيه: لقَد تَعلّمتُ مِنك الكَثير، وذَلك مِن خِلال التَّجارب والخبرَات، لَكنَّني سأَترك المَشَاعر والأحَاسيس لَك، ولَن آخذها مَعي للمُستقبل أَبدًا)..! وللفِقي تَحليله الخَاص في موَاجهة البَشَر لأخطَائِهم، حَيثُ يَقول في ذَلك: (عِندَما يَكبر الشَّخص يَكتب بالحِبر بَدلاً مِن قَلم الرّصَاص، حتَّى يَتعلَّم أنْ مَحو أخطَائه لَم يَعُد سَهلاً)..! ومِن أَجمَل التَّشبيهَات التي قَرأتها؛ عَن مُقَايضة الحريّة بالطَّعام، إشَارة أُستَاذنا «إبراهيم الفقي» إلَى تَفوّق العصفُور عَلى الإنسَان؛ في المَبدأ القَائِل: إنَّ الحقُوق لَا تُقايَض ببَعضٍ، حَيثُ يَقول الفِقي: (لَا تَتعجَّب مِن عصفُور يَهرب وأنتَ تَقترب مِنه، وفي يَدك طَعام لَه، فالطّيور عَكس بَعض البَشَر، تُؤمن بأنَّ الحريّة أغلَى مِن الخُبز)..! حَسنًا.. ماذا بقي؟! بَقي أن نَقول: سَامح الله الدُّخلَاء عَلى كُتب تَطوير الذَّات، فقَد شَوّشوا عَلى الجيّد مِن الكُتب، مِن أمثَال أُستَاذنا الكَبير الدّكتور «إبراهيم الفقي»..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :