من بين الموضوعات التي يتزايد القلق حولها، هي ظاهرة التدخين فقد كنا نتوقع أنها آخذة بالانحسار، وأن نسب المدخنين والمدخنات في تناقص، لكنني صدمت كثيراً وأنا أطلع على ما نشر في جريدة "الاقتصادية" مؤخراً عن مسؤول في جمعية نقاء، المتخصصة في مكافحة التدخين، أن نسبة السعوديات المتعاطيات "للشيشة" أكثر من الرجال، وذلك خلال المناسبات الاجتماعية، وفي لقاءاتهن الخاصة مثل الاستراحات وغيرها، مشيراً إلى أن أكثر أعمار المدخنات للشيشة تتراوح بين 30 و40 عاماً أي أن النساء المتزوجات أكثر تناولاً للشيشة، حيث أصبح هذا الوضع مقلقاً بعد توسع دائرته في مناطق جغرافية متعددة داخل السعودية. من جهته أوضح محمد جابر اليماني رئيس مجلس إدارة جمعية نقاء، أن نسبة النساء السعوديات المدخنات في دول الخليج بلغت نحو 6 في المئة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن نسبة تعاطي الطالبات الجامعيات للسجائر في السعودية بلغت نحو 15 في المئة من طالبات الجامعات في المملكة، مبدياً قلقه من التزايد الكبير في نسبة تعاطي الفتيات للتدخين أخيراً. وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية نقاء أن النساء المدخنات ل "الشيشة" أكثر من النساء المدخنات للسجائر، مضيفا أن سبب تدخين النساء السعوديات ل "الشيشة" يعود إلى تقديم البعض الشيشة على أنها واجهة اجتماعية، وتقبل الفوارق المختلفة بين أنواع الجراك والشيشة المستخدمة التي لا يختلف عليها الناس كثيراً. لعل مثل هذه الموضوعات التي نلحظ انحسارها في بعض المجتمعات، لا تزال تتنامى في مجتمعنا للأسف الشديد، ولم يكن لتطبيق العقوبات الأثر الفعال الرادع، وإلا لوجدناها في كل عام أقل من الذي سبقه، تلك الأرقام مؤشر يدعو إلى إعادة النظر في أسلوب التوعية، وفي البرامج الخاصة بالوقاية من التدخين بكافة أشكاله وألوانه قبل الوقوع فيه، ومن ثم صعوبة الإقلاع والخلاص منه. وفيما يتعلق بالشيشة بالفعل تجدها منتشرة وبشكل مزعج بين "الشباب والشابات" خصوصاً المعسل، فأضحى الأمر تباهياً للأسف الشديد فلا تدخل استراحة أو تزور حديقة سواء أكانت الموجودة داخل الأحياء السكنية أو غيرها إلا وتجد أشكالاً وأحجاماً من شيش المعسل تستقبلك، وبدل أن تجلس بالحديقة لتشم الهواء النقي وخصوصاً في فصل الصيف مع المسطحات الخضراء إلا وتنزعج من كميات الروائح المنبعثة منها وعلى الخصوص يومي الإجازة الأسبوعية وللأسف من السعوديين وغيرهم. الموضوع ليس بحاجة إلى شرح وتفصيل ولكن للتذكير، نحتاج تطبيق القرارات الرادعة للتدخين بكل أشكاله وأنواعه في الأماكن العامة والمجمعات التجارية والأسواق والحدائق وغيرها، وإلا فسنتوقع تضاعف الأعداد والنسب إذا ظل الأمر بلا رقابة وعقاب. أدام الله على الجميع الصحة والعافية وحمى مجتمعنا الغالي وشبابنا وشاباتنا من كل مكروه.
مشاركة :