بدأ شهر رمضان المبارك، وأعلنت كثير من الأسر حالة الطوارئ، في البحث عن عاملة منزلية، وفي البحث عمن تجيد تصليح السمبوسة وكافة أنواع المُعجنات لتبريدها وتخزينها في الفريزر، بالبحث في مواقع النت من خلال الأنستجرام وغيرها. أمور غريبة لا أتوقع أن أحدا يشاركنا الاهتمام بها للأسف الشديد، وفي كل عام تتكرر نفس الهموم والطلبات، الصيام يُنسي البعض انه فرصة للعبادة يجب أن نستغلها ونستفيد منها، وهي فرصة أخرى لتقليص عدد وجبات الأكل والشرب التي اعتدنا عليها، حتى أصبحنا نتنافس بكبر "الكروش". وما أن ينطلق الشهر الفضيل حتى تكتظ الأسواق استعداداً للعيد، أحوالنا الأسرية في رمضان تتبدل رأساً على عقب للأسف والسبب اهتمامنا بالموائد الرمضانية والمناسبات على حساب العبادات، ثقافة الشراء التي تتكرر لا تزال دون المستوى المطلوب، سواء بتكديس كمية المواد الغذائية أو بحجم الكمية التي تطبخ في المنازل التي حتماً لا يكون مصيرها الأكل، ولك أن تنظر لأماكن رمي النفايات وكمية المتناثر والمتطاير حولها، سلوكيات تحتاج لتعديل، وتكرارها يؤكد عدم الاستفادة من الأخطاء السابقة. الزميل الدكتور عبدالعزيز العثمان الأستاذ واستشاري التغذية الإكلينيكية ذكر في الصفحة الطبية بالجريدة مؤخراً أن العلماء والباحثين درسوا هذه المشكلة وهي مشكلة ليست خاصة ببلدنا فقط، بل يوجد هذا السلوك في كثير من الدول الغنية.. فيذكر أن هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل الشخص يندفع في أوقات معينة للشراء ويمسك بقوة في أوقات معينة ربما تكون أكثر حاجة وإلحاحاً، لكنها متعارضة مع مزاجه أو قناعاته أو إشباعه لشيء داخله. من أهم دوافع الشراء أكثر من الحاجة هي العوامل الاجتماعية والنفسية. ماذا تقول مراكز الدراسات الاستهلاكية؟ تقول: إن أكبر دافع للتسوق أكثر من الحاجة هو الجوع والغريب أن بعض الدراسات وجدت علاقة بين شراء مواد استهلاكية غير الأغذية. دراسات أخرى أثبتت أن وجود الأطفال مع المتسوق يؤثر فيه بشراء أغذية أو بضائع أو ألعاب ليس مقرراً شراؤها، وأيضاً وجدت دراسات أخرى أن المزاج السيىء يلعب دوراً في زيادة المشتريات، ومن أغرب نتائج بعض الدراسات أن السير بعكس عقارب الساعة يزيد من الرغبة في الشراء ولهذا لاحظوا مداخل المحلات العالمية الكبيرة أنه يكون في الغالب من اليمين ثم تسير في ممر يجعلك تسير عكس عقارب الساعة. مثل تلك الدراسات المنشورة وغيرها يجب أن تخرج نتائجها على أرض الواقع وتحاكي مجتمعنا تحديداً، وأن يستفاد منها لإجراء دراسات محلية خاصة بنا، تناول مثل تلك السلوكيات الخاطئة التي تحتاج لأن تُعدل، مع استحداث أساليب وبرامج إقناع وتوجيه لتغييرها للأحسن، وتبدأ من المدارس وهي المرحلة الأساس، ومنها للمنزل، وتوعية الأمهات هي الهدف الذي يجب أن ننشده في مثل هذه الأمور لأنها عندما تتغير للأحسن ويتغير سلوك طفلها بالمدرسة سنتأثر جميعاً ونتغير، نحتاج لأن نجرب ومن ثم نقيّم ونحكم.. ورمضان كريم.
مشاركة :