البراهيم… يكتُب: جلد منفوخ

  • 3/1/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سابقاً عندما كنا نصطف أمام التلفاز لمشاهدة المباريات ينظر لنا آبائنا -رحم الله الماضين وأطال عمر الباقين- متهكمين مستغربين مالذي يجعلكم تضيعون وقتكم في مشاهدة هؤلاء والذين لا هم لهم سوى الجري خلف جلدة منفوخة أو الطابة كما يعبر عنها.لا أحد يمكنه أن يلومهم فهم يعتبرونها شيء تافه، ونحن نعتبرها شيء أساسي وكل وهمومه فهم الأب ليس كهم الآباء وبالأخص في حقبة الزمن الماضي، فكُرة القدم خاصة والرياضة عامة تعتبر شيء رئيسي وشريان حيوي لكل الشعوب، حيث قربت البعيد وأذابت كتل ثليجية من الخلافات كذلك فهي مصدر رزق لكثير من الأسر.ما يهمني هنا هو المشجع المتابع المغلوب على أمره  والمشجعون أنواع فمنهم من يشجع بصمت ومنهم من يفرح ويتحسر، ولكن في حدود ومنهم من يشاهد المباريات للمتعة ليس إلا أما الحلقة الأساسية التي أعني بها فهو ذلك المتعصب الذي لا ينام الليل ولا يهدأ له بال فلا هم له سوى النقاش وإفتعال المشاكل في كل مكان متسلحاً بالدلائل التي يمتلكها من خلال زارعوا التعصب سواء في تويتر أو  البرامج الرياضية.وللحقيقة أقول أن هؤلاء لم ولن يضيفوا أي جديد لنا والسبب الآراء البالية والمواضيع المتكررة التي يطرحونها عبر المنصات المتاحة لهم، فلم نرى منهم سوى النفخ يومياً في بالونة التعصب والتي لا نعلم متى ستنفجر.ما حدث في مباراة البايرن وهوفنهايم من لاعبوا الفريقان الذين حولوا مباراتهم بعد الألفاظ العنصرية التي رُددت ضد رئيس هوفنهايم أشبه بشباب خرجوا لنزهة وأرادوا لعب كرة القدم من أجل ترفيه النفس لاغير، ما حدث منهم دليل ورسالة  أن كرة القدم لعبة راقية لا كما يفهمها المتخلفون من الجماهير أو من يطلق عليهم إعلاميين للأسف الشديد كذلك هي رسالة أن كرامة الإنسان خط أحمر لا مساس لها ومهما حدث من تنافس فيجب أن نحصر حبنا في تشجيع فرقنا لا أنا نتخطاها للخطأ في حق الآخرين.بالطبع كلنا صفقنا لهذا الموقف ومن شدة إعجابنا به تم تداوله على نطاق واسع، ولكن هل سيكون كل ذلك  درس مجاني نطبقه؟

مشاركة :