أدق من توقيت غرينتش - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 6/7/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توجد عبارات وجُمل كان الناس يعتمدون عليها في التوقيت وفي أحاديثهم وكذا مواعيدهم. كان هذا قبل تداول ساعات اليد. البعض يحمل ساعة تُعلق قي الرقية يسمونها "ساعة جيب" عادة يحملها مؤذّن المسجد، وكذا بعض من يستطيع اقتناءها. لكن – كما أسلفتُ – يرتبط الناس بالجمل الدالة على الوقت. من الوقائع اليومية في حياة كل مدن وقرى نجد أن يرتبط كل المجتمع بمواقيت التعبد في مواعيدهم وحركاتهم الاجتماعية. كنا نسمع جملة «بين الصلاتين» او «أذان الأول» في الجمعة وقبيل صلاة الفجر.. كذلك سمعنا «بين الأذانين» او «من المسجد» او «اذا سلّم على اليسرى» والاخيرتان تعنيان بعد الصلاة مباشرة. كل تلك المصطلحات والتحديدات كانت تنم عن حسن نية القوم لأداء الفروض في اوقاتها من غير ان يأمرهم احد بذلك. وإن وجد من ينصح فهو رجل يمر على الاسواق والحارات ويقول بهدوء «الصلاة هداكم الله». الرجل الناصح ذاك لايتقاضى راتباً، فهو يذكر الغافل بالواجب، وليس فقط بالمعروف. ولم يذكر في مدن نجد وقراها ان أُسيء فهم ذاك الفاضل. تغلق الناس أبواب متاجرها وتكاد الحركة تنعدم في الشارع، حتى ان النساء وكذا البنات اللواتي لم يتزوجن ينتهزن خلو الشارع من الرجال ويخرجن اذا تطلب الامر الذهاب الى قريب او جار. وكان الوالد، او رب المنزل يتأكد من اداء اولاده صلاتهم في المسجد ومع الجماعة، وكان يسألهم بعد الصلاة الجهرية «وش قرأ»؟ هذا اذا كان الاب قد ادى صلاته في مسجد آخر. أما في الفروض الاخرى فيسأل: من جنبك؟ وأحد الاولاد تأخر ذات مرة، وخاف من والده فأجاب: أجنبي. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :