الحياة: اختبار لا حقيقة | سالم بن أحمد سحاب

  • 6/12/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من الثوابت الكبرى في حياة المسلم الإقرار بأن الحياة مجرد رحلة مليئة بالاختبارات المنعقدة على مدار الساعة: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً). وعندما يستشعر المؤمن هذا المعنى العظيم فإن طباعه تتغير وسلوكه ينضبط ومشاعره ترتقي. وحتى بعض مفكري الغرب يدركون قيمة هذا المعنى، فيتصرفون بناء عليه طمعًا في حياة سعيدة، أو حياة أسعد. يقول أحدهم: (الحياة اختبار! إنها مجرد اختبار! ولو كانت هذه الحياة حقيقية لزُوّدنا فيها بتعليمات ترشدنا إلى أين نذهب؟ وكيف نتصرف؟). الغاية هنا بالنسبة للقائل هي عدم أخذ الأمور بجدية دائمًا، لأن ثمة مواقف تتطلب ردودًا ليست مكتوبة ضمن دليل خاص، فهي ليست مثل جهاز هاتف جوال يتعامل معه الناس جميعًا بنفس الطريقة المكتوبة المعروفة. الجميل هو نظرة بعض العقلاء إلى كل معضلة، أو مسؤولية، أو عقبة على أنها فرصة للنمو والتعلّم، أي أنها اختبار. وعندما ينظر العاقل إليها من هذه الزوايا، فإن النجاح سيكون في أغلب الظن حليفه. أمّا النظر إلى كل صغيرة وكبيرة خارج إطار السائد والمتوقع على أنها معركة يجب كسبها، فذلك يعني حتمًا أن رحلتك في الحياة ستكون زاخرة بالمطبات، والعقبات، والآهات. وفي واقع الحياة تجارب (أو اختبارات) كثيرة منها على سبيل المثال ولد مراهق صعب الترويض، أو رئيس في العمل لا يكلّ من تحويل المعاملات (الشائكة) إليك، أو حتى زوجة كثيرة الطلبات قليلة العرفان. حاول أن تجتاز الاختبار. وأولى مراحل الاجتياز اعتبار المعضلة (اختبارًا). واعتبار الاختبار (فرصة للتعلّم). ولأنه اختبار فإن (الردود) تتباين وتختلف، وكذلك الدرجات ونسب النجاح. والراسب هو الذي يعتبر كل معضلة معركة، وكل عقبة جبل لابد من اعتلائه حتى يتجاوزه. بقي أن نتذكر أن أمام المؤمن فرصًا أكبر للنجاح في كل (اختبار) يواجهه لأن في دينه الحنيف إشارات وتلميحات، وتعليمات وتوجيهات تساعده على الاجتياز، بل وتحقيق نسب عالية للنجاح، لكن شرط أن يكون صاحبها من المنتبهين والواعين. هذه الفرص تمر من خلال قنوات متعددة منها: (وبشّر الصابرين)، و(وإيّاك نستعين)، و(واذكروا الله كثيرًا لعلّكم تفلحون)، و(إن مع العسر يسرًا). salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :