ليس السماع كالمعاينة أتى لنا التاريخ بمثل مانشهده وأجلّ وأعطم وندر أن يأتينا بمشاهد المدن بعد أن خلت طوعاً من عُمّارها مشاهد تمر في كل مخيلة بحبكةٍ متغيرة عن غيرها متوافقةً مع مامر به كل أحدٍ على حده وأياً تكن تلك المشاهد والأحداث ،،،ألم تمر مرّ السحاب وإن طال ليلها ومرت مراحلها في ظلماتٍ بعضها فوق بعض؟ وإن كانت خاويةً على عروشها كأن لم تغن بالأمس ؟ يبقى أن من أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفٍ تفضّل بأن تجبى إليهم ثمراتُ كلُّ شيءٍ ويتخطف الناس من حولهم وأنزل السكينة في قلوب الذين آمنو (اللذين آمنو وتطمئن قلوبهم بذكر الله) وأطاعو الله والرسول وأولي الأمر منهم) وإن لم نحط به خبرا ولم نسطع له صبرا لاتحسبوه شرا لكم بل هو خيرٌ لكم الحل الواضح الزم بيتك (ادخلو مساكنكم) حتى (يقضي الله أمراً كان مفعولا ) كان عليه الصلاة والسلام إذاحزبه أمر فزع للصلاة وقد قال في أمر من حافظ عليها (هل يبقى من درنه شيء؟ الوضوء سلامة من ادران البدن والصلاة سلامةً من ادران الروح (نورٌ على نور ) إختطفت المتع والحياة والإنشغالات الكثيرين من بيوتهم وأهليهم وأنفسهم في تسارعٍ محموم حتى لايكاد يرى بعضهم بعضاً عين التفاؤل تقول (إنّ أمر المؤمن كله خير ) والله يقول (فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا، فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فارغب) هى فرصة لن تتكرر فراغٌ ووقتٌ من أجمل أيام العام وأهل بيتٍ كانت الحياة تتخطف أوقاتهم ، فهل من مدّكر؟ اللبيب يرى في كل حدثٍ مايحدثه تطويرا وتنمية ذات ونفع لنفسه ومتعدٍ لمجتمعه ومن حوله وإن لم يبارح مكانه وآفاق علم وعمل وإنجازٍ والحصيف من تيقن أنها أيام سيتمنى فراغها وسعة وقتها وقتما يعود للجري مع عجلة الحياة مجدداً فيتزود بما ينفعه ويرفع مكانته علماً وعملا لمابعد الآن أولم يعطنا النبي المصطفى قانوناً في المثابرة على العمل تحت أقسى الظروف بقوله:لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (نخلة صغيره فإن إستطاع أن لايقوم حتى يزرعها فليزرعها ) فلايعيق كل من نصّبَ لسانه وقلمه حجر عثرةٍ في طريق همم وعمل المسلمين المتفائلين بفضل الله ورحمته عن علو همتهم في هذا الوقت الذي فيه التفاؤل والتشاؤم فرسي رهان أيهما يسبق صاحبه .
مشاركة :