كان آباؤنا وأجدادنا -رحمهم الله- في ملتقياتهم ومجالسهم العامة والخاصة حين يتحدثون عن الأمن والاستقرار ورغد العيش الذي يشعرون به في ظل حكومتنا الرشيدة بعد توحيد هذا الكيان الكبير على يد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- يذكرون الماضي الذي عاصروه والذي كان حافلاً بالخوف والاضطراب والمجاعة والامراض الفتاكة كانوا يرددون هذه العبارات “الله يعز حكومتنا ” ” الله ينصر حُكّامنا على من عاداهم” “الله يقرّ قرارهم” وهكذا دعوات صادقة تصدر من قلوب مؤمنة مجبولة ٍ على الفطرة السليمة وكنا نسمع تلك العبارات ونحن في مرحلة الطفولة ولم نكن ندرك أهميتها فعلاً لأننا ـ انا وجيلي ـ ممن اعمارهم الان بلغت الستين عاماً من العمر أو قريباً من ذلك لم نشهد تلك الأوقات العصيبة التي عاشها آباؤنا وأجدادنا بل نشأنا في عصر ذهبي جميل لا فقر لا خوف لا حروب لا فتن لا قلاقل. شهدنا عصر المدارس النظامية والجامعات والخدمات الصحية المتوفرة وقبل ذلك الأمن والاستقرار الضارب في ربوع الوطن. ولعل من فوائد وباء كورونا الذي نشهده هذه الأيام ضمن دول العالم أجمع لعل من فوائده ومنافعه ان ندرك تماماً مدى حرص حكومتنا وقيادتنا على صحة المواطن وراحته فمنذ ان بدأت بوادر هذا الوباء تنتشر في بعض مناطق ومحافظات المملكة قامت الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين بإعلان حالة الاستنفار في جميع قطاعات الدولة الصحية والأمنية والبلدية وغيرها وجندت مئات الآلاف من المختصين لمواجهة هذا الوباء وأصبحت المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية وغيرها من المرافق الصحية في حالة استنفار دائم بل وتعدَّى الامر الى اجراء المسح الميداني في المدن والاحياء التي يتوقع وجود مصابين بها واستصدرت الحكومة الفتوى من هيئة كبار العلماء بجواز تعليق الصلوات الخمس والجمعة في المساجد وكذلك تعليق الدوام في المدارس والجامعات والإدارات الحكومية للحيلولة دون انتشار هذا الوباء نتيجة التجمعات والتقارب الجسدي بل واكثر من ذلك اتاحت الدولة الفرصة لجميع من يقيم على أراضيها حتى من مخالفي نظام الإقامة لأخذ العلاج مجاناً دون أي مساءلة كان من حق الدولة ان تقوم بها . وشملت رعاية الدولة في هذا الظرف المهم من يقيمون في الخارج من أبناء وبنات الوطن سواءاً للدراسة او العمل او السياحة او العلاج او غير ذلك فخصصت لهم السكن الصحي المناسب في فنادق الخمس نجوم وقامت بإتاحة الفرصة لمن يرغبون العودة لأرض الوطن ضمن رحلات جوية وبرية مجدولة. وكما يقول المثل ” ما يعرف الصديق إلا عند الضيق ” لعل وقفة حكومتنا الرائدة في مواجهة هذا الداء تزيدنا قناعة ويقيناً بأن حكومة المملكة العربية السعودية احتلت المركز الأول بين دول العالم أجمع في الوقوف مع مواطنيها والمقيمين على أراضيها لمواجهة هذه الازمة التي يمر بها العالم . انه لمن الواجب أن نكرر الدعاء في صلواتنا وخلواتنا بأن يعز الله حكومتنا وينصرها على من يريد بها سوءاً وأن يوفق ولاة امرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد. بقلم:عبدالله الهنيدي محامي ومستشار قانوني
مشاركة :