تقوم هيئة الرقابة والتحقيق بانتداب عدد من منسوبيها كل عام لمراقبة أداء الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام للتأكد من جودة الخدمات وعدم وجود مخالفات أو تقصير في أداء الخدمة . ويتم تقسيم القطاعات المستهدفة برقابة الهيئة الى مجموعات حسب الخدمات التي تقدمها فمثلاً مجموعة الصحة وتشمل المستشفيات والمراكز الصحية وهيئة الهلال الأحمر ، ومجموعة البلديات والطرق ومصلحة المياه ، ومجموعة الشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف والإفتاء وهكذا ويكلف عدد من موظفي الهيئة بمراقبة مجموعة من المجموعات. وكان من نصيبي في احدى السنوات انا واحد الزملاء مراقبة مصلحة المياه وفروعها في المشاعر المقدسة . وفوجئنا برئيس مجموعتنا ينادي علينا ويبلغنا بالشخوص لأحد فروع المصلحة على طريق السيل الكبير للتأكد من تواجد الموظفين المكلفين بالعمل في ذلك الموقع وحضور تقديم العشاء عن طريق أحد المتعهدين وتطبيق بنود العقد عند صرف وجبة العشاء والتأكد من تأمينها بالكامل ثم أردف قائلاً ” لا تتناولوا معهم العشاء ” حرصاً منه فيما يبدو على عدم التأثير علينا او أن نتساهل في ضبط بعض الملاحظات . وقد وصلنا للموقع بعد العصر وانصرف سائق السيارة الحكومية الذي اوصلنا للموقع للقيام بمهمة أخرى وكان علينا الانتظار حتى تقديم وجبة العشاء في حدود الساعة التاسعة مساءاً قضينا ما يقارب أربع ساعات في الحديث مع المسئول عن الموقع الذي كان على قدر كبير من الخلق الرفيع ورحابة الصدر وحين أُحضِر العشاء قمنا زميلي وانا بالتأكد من توفير الكميات الواردة بالعقد وهمس زميلي لي بأن العقد يتضمن وجود ذبيحتين والوجبة عبارة عن كبسة باللحم عبارة عن قطع صغيرة لا يمكن حينئذٍ التأكد من عدد الذبائح فقلت له لنتأكد من عدد الرؤوس إذا كانت اثنتين في الذبائح اثنتان وكانت كذلك ثم تأكدنا من توفر باقي المواد كالمياه والعصيرات والمقبلات ونحوها . وتذكرت توجيه رئيس مجموعتنا بأن لا نتناول طعام العشاء معهم وتذكرت المثل القائل ” مقابل الجيش ولا مقابل العيش ” وقلت في نفسي ليس من الذوق ولا من الأدب ونحن ضيوف عند منسوبي المركز ان نجلس نتفرج عليهم ونمتنع عن مشاركتهم وجبة العشاء. فهمست في أذن زميله بأن نشاركهم الوجبة وسأتحمل انا المسئولية فيما لو انكشف المستور ووافقني الرأي بعد تردد وتم لنا ذلك وانهينا مهمتنا بسلام .
مشاركة :