عبدالله الهنيدي يكتب : ذكريات موظف (18) “مع الأمير فهد السديري”

  • 6/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله معالي الأمير فهد بن خالد السديري أمير منطقة نجران السابق تم تعيينه من قبل القيادة الرشيدة بعد وفاة والده معالي الأمير خالد بن أحمد السديري وكان قبل ذلك يعمل سفيراً للمملكة في دولة الكويت الشقيقة وكان قبلها وكيلاً لوزارة الاعلام لعدة سنوات . كنت أتردد على منطقة نجران انا وبعض الزملاء في هيئة الرقابة والتحقيق قبل تأسيس فرع مستقل للهيئة في تلك المنطقة وكنا نلتقي معاليه في مكتبه بالامارة واحياناً يستضيفنا في قصر الاماره بالعريّسه . جمع بين الحنكة السياسية والخبرة الإدارية يستقبل مراجعيه ويستمع لشكواهم وينصت لهم بكل هدوء وتواضع . اذكر احد المواطنين تقدم له بشكوى في مكتبه بالامارة ملخصها أن له منحة زراعية وأن بعض الأشخاص عارضوه فيها دون أن يكون لهم حق سوى الحسد فقط فسأله قائلاً هل تعرف الموقع الفلاني في الربع الخالي الذي لا يأتيه المطر لا صيفاً ولا شتاءاً قال نعم الله يبعدني عنه قال لو كانت منحتك في ذلك الموقع لظهر من يعترض عليك ثم وجه على شكواه بما رآه . سألته ذات مرة بعد أن قرأت ديوان والده الشعري وقلت له اعرف أن الوالد رحمه الله يجيد الشعر بنوعيه الفصيح والعامي لكني لم اجد في الديوان سوى قصيدة واحدة من الشعر الفصيح ما سبب ذلك ؟ فأجابني معاليه قائلاً ملاحظتك في محلها والسبب في ذلك أن الوالد لم يكن يحتفظ بقصائده ومعظم قصائد الديوان حصلنا عليها من بعض أصدقائه ومن بعض الصحف المحلية وبالكاد تم جمعها واصدارها في ديوان شعري . كان دقيقاً في مواعيده اذكر اني زرته انا والزميل محمد بن سعيد الحجري ـ عضو الهيئة سابقاً ووكيل امارة منطقة جازان المساعد فيما بعد ـ فعرض علينا تناول وجبة الغداء في قصر العريّسه ثم قال غدانا غداء بدو يعني في وقت مبكَر الساعة الثانية ظهراً لا تتأخران عن هذا الوقت . وفعلاً وصلنا قبل الساعة الثانية وفي الوقت المحدد وصل معاليه دون تقديم او تأخير ولو بدقيقة واحدة . وعندما انتهت مهمتنا في نجران رأينا انه من الواجب أن نمرَّ عليه ونشكره على تسهيل مهمتنا وقررنا أن نصل اليه قبل اذان العشاء للسلام عليه وتناول وجبة العشاء مع معاليه . وحين وصلنا وسلمنا عليه وكان عنده مدير شرطة نجران السابق اللواء عبدالرحمن الشبانة -رحمه الله – سألنا قائلاً هل تعشيتم وإلا نجهز لكم العشاء فأدركت حينها أن العشاء كان بعد المغرب وقد فات علينا فقلت شكراً معالي الأمير لقد تعشينا قبل مجيئنا وأكدت له ذلك ـ وهو خلاف الواقع ـ قال ماهو باين عليكم ثم شكرناه وودعناه رحمه الله فلقد كان مثالاً للمسؤول المخلص والقيادي الناجح من أبناء الوطن .

مشاركة :