الأستاذ أحمد بن محمد العسكري كان عضواً في هيئة الرقابة والتحقيق (فرع منطقة عسير) ” مستشار قانوني ” ثم انتقلت خدماته الى المحكمة الإدارية بأبها التابعة لديوان المظالم ” بوظيفة امين عام المحكمة ” الى ان احيل على التقاعد المبكر كان من خيرة الزملاء في العمل اخلاصاً واخلاقاً وتفانياً في أداء الواجب الوظيفي اذكر له موقفاً يدل على اصالته وشهامته وطيب معدنه وكيف لا يكون كذلك وهو سليل اسرة كريمة توارثت المجد كابراً عن كابر فجدُّهُ لأبيه احمد العسكري شيخ قبيلة بني عبد العُوْص احدى قبائل رجال المع بمنطقة عسير ووالده القاضي والعالم والفقيه الشيخ محمد بن احمد العسكري رئيس محاكم منطقة نجران ثم رئيس محكمة التمييز بمكة المكرمة اما الموقف الذي لا زلت اذكره للزميل أحمد العسكري فيتلخص في انه استدعى احد نواب قبيلةٍ من قبائل قحطان لأخذ افادته حول بعض المستندات التي صادق عليها وادعى البعض تزويرها وعدم صحتها وقبل ان يبدأ في فتح المحضر وضبط أقواله تحدث الرجل عن بعض الشخصيات من قبائل عسير الذين يعرفهم ثم اثنى على احدهم ثناءاً عاطراً وهو الشيخ احمد العسكري ” جَدّ المحقق ” وقال انه تعرف عليه في احدى غزوات الملك عبد العزيز في الحدود الجنوبية للمملكة وبعد الانتهاء من التحقيق معه وقفل المحضر واخذ توقيعه على اجاباته همَّ الرجل بالمغادرة فقال له المحقق صديقك احمد العسكري الذي ذكرته لنا هو جدي لأبي ومن حقه عليَّ أن اكرمك ما دمت صديقه ثم اقسم عليه ان يتناول طعام الغداء واقام وليمة تليق بمقام الضيف ومكانته وكان ذلك بحضوري انا وبعض الزملاء والأصدقاء وقضينا مع ذلك الشخص وقتاً ممتعاً حيث اتحفنا بعدد من القصائد الهادفة التي يحفظها وبعض المواقف التي مرت عليه في حياته ولا تخلوا من العبرة والعظة بل والطرافة احياناً. وقد طلب منا زيارته في قريته وابدى رغبته الأكيدة في ذلك ووعدناه بأن نأتيه بعد انتهاء موسم الشتاء واعتدال الجو على أن نصطحب معنا جهاز تسجيل للاحتفاظ بما سيشّنفُ به أسماعنا مما يحفظه من قصائد ومواقف تستحق التسجيل لكن الأجل كان اسبق حيث بلغنا انه قدم الى رحمة الله إن شاء الله قبل أن نتمكن من زيارته وتلبية دعوته .