عبدالله الهنيدي يكتب : ذكريات موظف (17) وكانت المفاجأة

  • 5/29/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شاب يمني يحاول دخول المملكة عبر أحد المنافذ الحدودية بجواز سفر مزور وكان يعاني من مرض نفسي ولا يستطيع الكلام إلا بصعوبة بالغة ووردتنا القضية من إدارة الجوازات بأن الجواز مزور بكل تأكيد وانه تعذر التحقيق معه وسماع أقواله لعدم قدرته على الكلام. وحينئذٍ زرته في سجن المستشفى العام وتحدثت معه قليلاً وربما ارتاح لي إلى حد ٍ ما وحصلت منه على بعض المعلومات منها حصوله على جواز السفر عن طريق احد الأشخاص لقاء مبلغ مالي بواسطة جده لأمه وانه لم يحصل عليه بصفة رسمية. واقترحت إبعاده عن المملكة وإعفائه من المحاكمة تقديراً لوضعه الصحي لكن لم يؤخذ برأيي وأعيدت لنا القضية بتوجيه سعادة وكيل الهيئة لشئون التحقيق بالرياض بضرورة إحالته لمستشفى الصحة النفسية ومعالجته فإدا ما شفي تماماً يستأنف التحقيق معه وتنهى إجراءات القضية بعد ذلك. وحينئذٍ تمت مخاطبة إدارة سجون عسير وتم بعثه لمستشفى الصحة النفسية بالطائف وبعد مضي أربعة اشهر تقريباً وردنا خطاب من إدارة السجن يفيد بعودته من المستشفى وانه اصبح سليماً معافى وتم تحديد موعد له واحضر لمقر الهيئة وإذا به قد عوفي من مرضه ومعنويته مرتفعة جداً ويتحدث بطلاقة وأثنى كثيراً على الرعاية والمعاملة الحسنة التي وجدها في المستشفى وحين بدأت في مناقشته عن موضوع الجواز وكيف حصل عليه أصرَّ على القول أن الجواز صحيح وانه حصل عليه من الجهة المختصة بطريقة نظامية. فقلت له لدينا معلومات تفيد بعكس ذلك وانك حصلت على الجواز مقابل مبلغ مالي من احد الأشخاص وبمساعدة جدك لأمك ففوجئ بهذه المعلومات وقال هذا هو الواقع والصحيح وتمت إحالته لديوان المظالم لمحاكمته وتقديراً من أصحاب الفضيلة قضاة الدائرة الجزائية بالديوان لظرفه الصحي الذي مرّ به وخشية من أن يعاوده المرض النفسي مرة أخرى أدين بالتهمة المنسوبة له وحكم عليه بالسجن لمدة سنه مع وقف تنفيذ عقوبة السجن. لقد كان في دخوله المملكة خير كثير له فقد تلقى العلاج في أرقى مستشفيات الصحة النفسية بالمملكة.

مشاركة :