•• لم يقل لنا المبعوث الأممي إلى اليمن السيد اسماعيل ولد الشيخ أحمد.. وهو يطالب كافة الأطراف بإيقاف العمليات العسكرية هناك.. كيف يضمن سلامة الشعب اليمني في شماله وجنوبه من ضربات الحوثيين وصالح لهم صباح مساء.. وقتلهم الأبرياء.. واعتقالهم الشرفاء أو تغييبهم أو استخدامهم دروعاً بشرية من جهة.. ثم كيف سيضمن عدم استغلالهم للهدنة الجديدة في تحريك قواتهم العسكرية وإعادة تموضعها.. ونشر المزيد من قواعد الصواريخ في أماكن حساسة.. لا تهدد اليمنيين فحسب ولكنها تهدد سلامة وأمن بلادنا.. واستهداف قوى التحالف المتضامنة ضد جرائمهم اليومية الدموية؟! •• وهو عندما يستأنف هذه الأيام جهوده بالتنقل بين أكثر من عاصمة عربية.. فإن عليه أن يكون واضحاً وصريحاً في التعامل مع من حولوا اليمن إلى مأساة أليمة.. وعدم استهلاك المزيد من الوقت وإضاعة الفرص المتاحة ما دام أن هناك قراراً دولياً واجب التنفيذ هو القرار 2216 دون مواربة.. أو لف ودوران أو استخدام لصيغ مطاطة من شأنها أن تُجهز على اليمن.. وتدمره.. وتُعيِّش شعبه في وضع مأساوي وغير إنساني أكبر لسنوات طويلة.. •• ولا اظن دول التحالف ستقبل بترك الأمور مفتوحة ودون آليات واضحة وبرنامج زمني محدد لانسحاب ميليشيات الحوثي وصالح من جميع المحافظات اليمنية وليس من عدن فقط.. مع رقابة فاعلة لطبيعة هذه الانسحابات تمكن السلطة الشرعية من استلام وإدارة شؤون تلك المناطق.. وتسلُّم كافة الأسلحة المنهوبة من مخازن الدولة والمستخدمة في الحرب على الشعب اليمني. •• كما أنني لا أظن أن الممثل الأممي نفسه سوف يقبل هو الآخر باستمرار لعبة المساومات التي تستغرق المزيد من الوقت فيما الشعب اليمني يموت ومدنه تحترق.. وبالتالي.. فإنه لا بد وأن ينتقل سريعاً إلى النقاط الجوهرية الضامنة لسلامة اليمن وعودته إلى أوضاعه الطبيعية وتمكين دولته من ممارسة واجباتها.. تمهيداً للبحث الجاد في مستقبل اليمن القوي والموحد والآمن والمتناغم مع محيطه العربي والبعيد كل البعد عن التدخلات الخارجية تماماً. •• إن على الحوثيين وصالح أن يقتنعوا بأنه لا الشعب اليمني.. ولا أشقاء الشعب اليمني المحيطين به سوف يقبلون بأي تسوية تفصل اليمن عن أمته ومحيطه بعد اليوم.. وبالتالي فإنه لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت.. وبما يمكنهم من بسط كامل سلطتهم على اليمن وتحويله إلى بؤرة أزمات ومصدر خطر على الجميع.. والاستمرار في تحدي الإرادة الدولية وقراراتها. •• نقول هذا الكلام.. لأن الشعب اليمني اكتشف أهداف ودوافع ونوايا وأبعاد المخطط الذي تنفذه إيران في بلادهم بواسطة أدوات "عميلة" و"مأجورة" جمعتها "أيدلوجيا" مأزومة.. وتصفية حسابات مع الشعب الذي فرض إرادته يوم تخلص من صالح، وبدأ يرتب أموره للتمكين لدولة مؤسسات أقرها الدستور.. وباركها الحوار الوطني المجمع على مخرجاته.. وهو ما لم يعجب الإيرانيين ولم يحقق أحلام وتطلعات أعوانها من الحوثيين في بسط هيمنتهم على اليمن.. فكان تحالف الخصمين المشبوه ضد اليمن وشعب اليمن ومستقبل المنطقة بشكل عام.. •• إن أمام "ولد الشيخ" فرصة ذهبية الآن لكي يختصر الزمن.. ويقف على الحقيقة.. ويكتب نهاية سريعة لمساومات خصوم اليمن الحقيقيين وتلك الفرصة تتمثل في التوصل إلى إجابة واضحة من الحوثيين وصالح عن سؤال واحد ومحدد وهو: •• هل أنتم مستعدون لتنفيذ القرار الأممي 2216 ومتى وكيف؟ •• لكن عليه أيضاً ألا يترك السقف مفتوحاً إلى الأبد.. •• وبمعنى آخر.. فإن عليه أن يتوصل معهم إلى سقف زمني لا يتجاوز شهراً أو شهرين لإعادة اليمن إلى وضعه الطبيعي.. وعندها فإن اليمنيين.. ودول التحالف.. والشرعية اليمنية سوف لن يترددوا في الدخول في حوارات مسؤولة مع الأمم المتحدة لبلورة مستقبل اليمن الآمن. • ضمير مستتر: •• لا وقت أمام الحوثيين وصالح للمراوغة.. ولا مناص لهم من العودة إلى جحورهم لكي يسترد البلد أنفاسه.. ويهنأ الشعب بالحياة..
مشاركة :