«ثلاثية الأجراس»..أحلام فلسطينية مؤجلة

  • 6/14/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: أوميد عبد الكريم إبراهيم استطاع الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، أن يكسر المألوف، ويُضفي نَفَساً ملحمياً على روايته «ثلاثية الأجراس» الصادرة لأول مرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت 2019؛ حيث تتألف الرواية من ثلاثة أعمال يمكن للقارئ اعتبارها عملاً واحداً متصلاً ببعضه، كما يمكنه في الوقت ذاته قراءة كلِّ عمل على أنه منفصل قائم بذاته، والأعمال الثلاثة التي جمعها الكاتب في روايته هي: «ظلال المفاتيح، سيرة عين، ودبابة تحت شجرة عيد الميلاد»، وفيها يُسلط إبراهيم نصرالله الضوء على آلام وأوجاع الفلسطينيين خلال القرن العشرين. في الجزء الأول «ظلال المفاتيح» من رواية «ثلاثية الأجراس» التي تعد امتداداً ل«الملهاة الفلسطينية»، والتي وُصفت بأنها «روايةُ روايات»، يسرد إبراهيم نصر الله، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» عام 2018، قصة امرأة فلسطينية اسمها «مريم»، والتي التزمت بالعادات والتقاليد المحلية التي تقتضي حماية الغريب حين يلجأ إليك حتى لو كان عدوك، وبناءً على ذلك أطلقت سراح جندي «إسرائيلي» يُدعى «ناحوم» كان مختبئاً، ويرتعد خوفاً في حظيرة منزلها بقرية «رأس السرو»؛ إثر مشاركته في الهجوم على القرية مع عدد من الجنود «الإسرائيليين» عام 1947، مُلحقةً بالجندي «الإسرائيلي» هزيمةً معنويةً وعاراً أبدياً. «سيرة عين» هو الجزء الثاني من الرواية، وفيه يعود الكاتب بقرّائه 30 عاماً إلى ما قبل النكبة الفلسطينية، ويروي حكاية فتاة مسيحية فلسطينية اسمها «كريمة عبود» تنتمي لعائلة معروفة في بيت لحم، وتعمل في التصوير، وقد كرّست الفتاة نفسها لتصوير وتوثيق مظاهر الحياة اليومية للشعب الفلسطيني؛ بعد أن اكتشفت أن هناك مصوراً «إسرائيلياً» يُدعى «موشيه» يلتقط صوراً صماء خالية من الوجود الإنساني للمدن الفلسطينية وأهم الآثار والمنازل والكنائس، ويرسلها إلى المنظمات «الإسرائيلية»، أما الجزء الثالث «دبابة تحت شجرة عيد الميلاد»، فيختتم به الكاتب ثلاثيته من خلال ملئ الفراغات التي شكلت علامات استفهام للقرّاء في الجزأين السابقين. لم يكن مفاجئاً أن تلامس الرواية التي تغوص في عمق الألم الفلسطيني وجدان القرّاء بمختلف مشاربهم؛ حيث كتب أحد القرّاء أن «هذه ليست ثلاثية الأجراس؛ بل ثلاثية الأحزان. الحديث هنا عن معاناة الفرد الفلسطيني عبر ثلاثة أجيال. عن معاناته في تفاصيل حياته اليومية. عن القهر الذي يُمارس عليه. عن أحلامه المؤجلة وفرصه الضائعة، وعن مقاومته». يقول قارئ آخر واصفاً الرواية: إن «ثلاثية الأجراس هي ثلاث روايات جديدة أضيفت للملهاة الفلسطينية، وهي تختلف كلياً عما سبقها من روايات في هذا المشروع الرهيب. في هذه الثلاثية يتطرق إبراهيم نصرالله للحياة اليومية. قصص الحب والتضحية. قصص الإبداع والتحدي النسائي في فلسطين، ويركز الكاتب على النضال المسيحي ما قبل عام 1948 حتى أواخر الثمانينات (الانتفاضة)». من جهتها، تتحدث إحدى القارئات عن الرواية، فتقول في وصف فلسطين: «عندما نتكلم عن الحبيبة، عن نبض شقَّ قلبنا الأيسر الذي يزداد خفقاناً. لوكان بمقدورنا أن ننسى، لنسينا أرضنا، إلا هي»، فيما أكدت قارئة أخرى أن هذه الرواية «يجب أن تكون موجودة في كل بيت عربي. إنها رواية قوية ومؤثرة ومملوءة بالمشاعر».

مشاركة :