” زوايا التفكير ” بقلم/ عمر عقيل المصلحي

  • 7/4/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

” زوايا التفكير “ بقلم/ عمر عقيل المصلحي عندما تُعْرَضُ لوحةٌ عشوائية أمام مجموعة من الأفراد، ويطلب من كل واحد منهم تفسيرها وتحليلها من وجهة نظره ، نجد تفسيرات مختلفة، وتحليلات متباينة ، ووجهات نظر تمثل في ذاتها لوحة فريدة من نوعها ، أشكال هندسية بزوايا مختلفة ، حادة ، قائمة ، منفرجة ، ذات جهات مختلفة ، لافرعية ولا أصلية ، شجرة واحدة ذات فروع بألوان الطيف . التفكير يختلف من فرد إلى آخر كاختلاف بصمات الأصابع ، محدداته الثروة المعرفية السليمة ، الخبرة الحياتية المخضرمة حديثة بقديمة ، أصول بفروع ، سهل ، جبل ، صحراء ، وواحات ، زمان بمكان ، تسابق فيه ليل ، ونهار ، شمس وقمر . يذكر أن مدير إحدى الشركات الأمريكية ، طلب من أحد مندوبي التسويق بالشركة الذهاب إلى إحدى البلدان النامية؛ لعمل دراسة جدوى حول مدى نجاح تصدير أحذية لهذه البلاد كبداية لعمل مشروع إنشاء مصنع للأحذية في المستقبل . مكث المندوب أسبوعين يتجول ويترقب ويلحظ ويدون ، وفي آخر المطاف توصل لنتيجة مخزية لم يكن يتوقعها أو تخطر بباله ، حيث رأى أن سكان تلك البلاد يمشون حفاة دون استثناء كبيرهم ، صغيرهم ، الرجل ، المرأة ، الفقير ، متوسط الدخل ، فرجع إلى مدير الشركة وأخبره الخبر ، وهو في غاية الحرج ، فتقبل المدير الخبر بروح المتفائل ،ولم يجد اليأس إلى نفسه سبيلا. في اليوم التالي استدعى مندوباً أقل رتبة من الأول ، وطلب منه المهمة نفسها ليذهب إلى نفس البلاد ويمكث نفس الفترة ؛ ليرى بماذا يرجع المرسلون؟! . بعد مرور الفترة المحددة رجع المندوب حاملاً معه البشرى ؛ أتى بما لم يأت به زميله الأول ، فقال لمدير الشركة لقد جئتك بنبأٍ عظيم ، أن سكان تلك البلاد لايرتدون الأحذية أبداً ، فهم في أمس الحاجة للأحذية، وإنها فرصتنا لإقامة مصنع أحذية بها ، فالمشروع ناجح بكل مقاييس النجاح ؛ فلنبادر بإنشائه على التو واللحظة. مندوبا الشركة اختلفت لديهما زاويا التفكير ، فالأول نظر من زاوية وطبل لصحتها ، والثاني نظر من زاوية أخرى ورجح صحتها بل راهن عليها ، وقد أصاب … إنها اختلاف زوايا التفكير … لله في خلقة شؤون.كتب في التصنيف: مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات

مشاركة :