استهداف قواعد أميركية تحد إضافي لحكومة الكاظمي | | صحيفة العرب

  • 7/31/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - لم يخف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي طموحه لتخطي تراكمات السنوات الماضية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه حكومته في ضوء الأزمات المتفاقمة في البلاد وعمليات التوتير التي تنتهجها الميليشيات الموالية لإيران مع الولايات المتحدة. وازدادت التعقيدات التي توضع في طريق الحكومة العراقية التي تعهدت بملاحقة كل المسؤولين عن هدر الدم العراقي، ومحاسبة الجناة الذين ساهموا في تنفيذ اغتيالات بحق النشطاء والمتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في أكتوبر الماضي ضد الفساد المتراكم والمستشري في البلاد منذ 16 عاما. وقال الكاظمي بعد يوم من الكشف عن عدد ضحايا انتفاضة أكتوبر إن "عيد الأضحى يحل هذا العام مختلفا عن الأعوام الماضية، ونحن نواجه تحديات كثيرة وتراكمات سنين ماضية، إلا أنه لا يسعنا إلا أن نتضامن لنتخطى المحن والأزمات متطلعين لتأسيس لدولة تحكم بالعدل والمساواة". ولم تكن مهمة رئيس الوزراء العراقي سهلة في ضوء تفاقم نفوذ الميليشيات الموالية لإيران وعملها على استفزاز الولايات المتحدة خدمة لأجندة طهران في المنطقة بعيد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بداية العام في ضربة أميركية. وتواجه حكومة الكاظمي تحديات كبيرة في العراق في خضم الفلتان الأمني وانتشار السلاح بأيدي الميليشيات الموالية لإيران، وتنفيذ استحقاقات انتخابية جديدة وتنفيذ مطالب المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع ضد الفساد والمحسوبية والبطالة المتفاقمة والاقتصاد المتردي. وزاد منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب اغتيال سليماني من حدة الصراع بين الحكومة والميليشيات التي تعمل على تنفيذ أجندة إيران ولا تبالي بمصالح العراق الاستراتيجية مع الشركاء الدوليين. وعثرت القوات العراقية يوم الجمعة على صاروخ من نوع كاتيوشا معد للإطلاق في منطقة جبور الشعارة ضمن قاطع الفوج الأول بالفرقة السادسة ببغداد. وقال بيان للقوات العراقية إنه تم "تفكيك الصاروخ ورفعه من قبل الجهد الهندسي". ويشهد العراق منذ مطلع هذا العام هجمات صاروخية تستهدف قواعد عسكرية ينتشر فيها جنود أميركيين والمنطقة الخضراء التي تضم أيضا مقر السفارة الأميركية وسفارات أخرى ومقرات حكومية. وكان رئيس الوزراء العراقي قد وجه تحذيرا شديد اللهجة إلى الجهات التي تطلق الصواريخ، مشيرا إلى أنها "تهدد استقرار العراق". ويوم الخميس قال الجيش العراقي إن صاروخين سقطا في محيط مطار بغداد الدولي وأطلقا من موقعين مختلفين قرب الطريق الدولي في منطقة الرضوانية. وكانت "العرب" قد أشارت في عدد سابق إلى أن رئيس الوزراء العراقي سيقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة الشهر القادم، حيث يلتقي الرئيس دونالد ترامب وبعضا من كبار المسؤولين الأميركيين. وتقول مصادر دبلوماسية إن ملف المجموعات العراقية المسلحة التابعة لإيران، التي تأكد تورطها في مهاجمة مواقع داخل العراق تستضيف قوات أميركية أو من التحالف الدولي، سيتصدر جدول أعمال لقاءات الكاظمي خلال زيارته الولايات المتحدة، مؤكدة أن تحديد موعد زيارة الكاظمي إلى واشنطن يستند إلى التزام أميركي بمساعدة الحكومة العراقية على فرض القانون في مواجهة المارقين. وتعهد العراق، خلال الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الشهر الماضي بتوفير الحماية اللازمة لقوات التحالف الدولي والقوات الأميركية، التي تعمل داخل البلاد بناء على رغبة بغداد. ومنذ الإعلان عن التعهد الشهر الماضي، كثفت مجموعات عراقية تابعة لإيران من هجماتها الصاروخية على مبنى سفارة واشنطن في بغداد، وعدد من المعسكرات العراقية التي تستضيف قوات أميركية. وقاد هذا التصعيد الولايات المتحدة إلى نصب منظومة دفاعية متطورة في سفارتها ببغداد، لصد الهجمات المتكررة بصواريخ الكاتيوشا. وعدّ مراقبون هذه الخطوة مؤشرا على عمق التنسيق بين بغداد وواشنطن ودليلا على انعدام التحفظات العراقية بشأن التعاون العسكري مع الولايات المتحدة، فيما رأى فيها حلفاء إيران ضعفا للكاظمي، الذي اتهموه بتخويل القوات الأميركية حق استخدام الأراضي والأجواء العراقية كيفما تشاء.

مشاركة :