القادة الكبار وصلوا لهذه المناصب بشق الأنفس، ويعز عليهم أن تؤخذ الكراسي بسهولة منهم، وكما أن لك طموحاً لتبرز وتعلو، هم لديهم طموحات ليستمروا، لذلك وضع روبرت جرين، أول قوانين القوة، تجنب الظهور الإعلامي، أكثر من رئيسك في العمل. سعى العلماء الأفذاذ أمثال جاليلو، في القرن السابع عشر الميلادي، الى الاستفادة من السلاطين في ذلك العهد، لحماية أنفسهم، وحماية علمهم، وإكتشافات الرياضيات والفيزياء من بطش الكنيسة بالتقرب للأمراء والملوك ، فقد أهدى البوصلة التي أكتشفها للملك، وأهدى كتاب شرح عملها لزوجته، وعندما وصل إلى إكتشافه الأعظم، وهي أقمار كوكب المشترى الأربعة، أطلق اسم الملك وإخوانه الثلاثة عليها فنال منهم البركة والتأييد ضد الكنيسة، والأهم، أنهم أغدقوا عليه المال ليكمل أبحاثه في علوم الفلك. كل إنسان له قصوره، وقدراته المحدودة، وعندما تظهر براعتك، وتخطف الأضواء، يبدأ الرئيس الأعلى بالقلق، وعدم الأمان، واسوأ خطأ يرتكبه القادة الطموحون، هو التسرع في إبراز قدراتهم وتلميع سيرتهم، متخطين الخطوط الحمراء لمن هو أعلى منهم، ولايعني أنك تعلم أن رئيسك راضٍ عنك، أو محب لك، ومقدر لجهودك، أن تفعل ما يحلو لك، لتتجاوز مكانته، بل يجب أن تعرف أنه كذلك بشر، ومن الفطرة أن يكون للسماء شمس واحدة، ومعها وحولها عدد لاينتهي من النجوم. في جميع الحالات، ليس من الضعف أن تخفي مواهبك وقدراتك الفذة، إذا كان في الإخفاء، حفظٌ لمكامن القوة عندك، واستمرارٌ للقرار في يديك، وبتركك من هو أعلى منك يتصدر واجهات الإعلام، ويخطف الأضواء، تظل أنت، كامناً في الخفاء، وممسكاً بأطراف القوة بين أصابعك. #ثمانٍ_وأربعون_قانوناً_للقوة_روبرت_جرين القانون الأول، لاتتجاوز حدودك في الوهج الإعلامي أكثر من رئيسك، فالأضواء الكثيرة لك، تفقده الأمان، أظهره أذكى منك .