في المدرسة علّمونا نوعًا واحدًا من الذكاء، وهو التحصيل العلمي، «ذاكر وهات علامات عالية، وتعتبر شخصية ذكية وناجحة»، وعندما خرجنا للحياة وجدنا أن هناك نوعًا آخر من الذكاء، نحتاج إليه لننجح، يُسمَّى الذكاء الاجتماعي. الذكاء الاجتماعي، يعني كيفية التعامل مع الناس، وقيادتهم بدقة، وبدون انفعال، وبدون تضخيم، والسيطرة على المشاعر بدون مسحها بالكامل، إنها التوازن بين التعاطف والحزم، والتوسُّط بين التفويض والحزم، والقدرة على فهم مشاعر الناس واحتياجاتهم وإيصال وجهة نظرنا لهم. الخطوة الأولى في الذكاء الاجتماعي أن نفهم مَن نحنُ، وماذا نُريد، حتى نكون أقدر على السيطرة على عواطفنا، يجب ألا ننجرف مع مشاعرنا ونعطي أنفسنا الوقت الكافي للتفكُّر في علاقتنا بالآخرين. ثانيًا، هناك فرق بين التفاعل وبين الرد السريع، الأول مطلوب وليس الثاني، فقبل أن تسرع بالرد، أعط نفسك برهة لتفكر في الأمر، أو السؤال، أو النقد، وبعدها ابدأ التفاعل مع الموضوع المطروح، وبذلك تضمن عدم انزلاق مشاعرك فيما لا تُحمد عقباه. ثالثا، هناك فرق بين التعاطف وبين التقدير، الأول منزلق عاطفي يعطي علامات الضعف عن شخصيتك، بينما الثاني فيه حزم وعلم وحكمة واحترام متبادل، الثاني يعني أنك تنزل الناس منازلهم، ويعني تقدير الشخص بذاته، بغض النظر عن منصبه وعرقه ونسبه، فالطبيب الذي يكتب الدواء مهما كان قاسيًا هو يتعاطف مع المريض بطريقة عقلانية، والأب الذي يتعاطف مع ابنه ويُسلِّمه مقود قيادة السيارة وهو طفل جريمة إنسانية في حقه، وفي حق المجتمع. أخيرًا وليس آخرًا، أنت مسؤول عن نتائج تصرفاتك، فلا تلقي اللوم على أحد لتبرير تقصيرك. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول مدرب كرة القدم الأمريكي توم لندري: القيادة تتعلق بآمال الناس وثقتهم بك وتفاعلهم معك، قوتك مستمدة من قوتهم.
مشاركة :