هاجس الخوف عند الأطفال - د. أنوار عبد الله أبو خالد

  • 8/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يخطئ الآباء بالاعتقاد بأن الحل الأمثل للتخلص من خوف الأطفال هو بإبعاد الطفل عن مسببات الخوف وعدم مواجهتها، حرصاً منهم على أطفالهم، فيكونون بدون شعور منهم سبباً في غرس الخوف في نفوسهم الصغيرة وسبباً في عزلتهم وعدم ثقتهم بمن حولهم. كما يخطئ الآباء في انتهاجهم طرقاً تربوية تعزز الخوف السلبي، كأن يلجأون إلى العقاب بالحبس أو الإبقاء في غرفة مظلمة، أو تهديده برميه في الشارع، أو تخويفه بالحرامي الذي سيأتي ليأخذه من غرفته، فعندما يسمع الطفل هذا الكلام يرسم صوراً كثيرة بخياله الجامح وعندما تتض خم هذه الصور في رأسه، تصبح مخيفة جداً، فيسقطها على كل موقف، وتتهيأ له خيالات سوداوية يرتعب لها، ويشك بكل من حوله، وتتحول قوته التي كان يستمدها من أهله، وأمانه الذي كان يستمده من المنزل، إلى خوف وقلق وعدم أمان، ويتحول الظلام الذي يملأ الغرفة قبل النوم إلى مسرح للخيالات والأفكار، يتخيل فيه العفاريت والكلاب والشياطين واللصوص، ويزيد الطين بلة حين يكون من أفراد العائلة من يمارس عملية التخويف من الظلام بطريقة المداعبة السمجة أو بطريقة سرد القصص الخرافية المفزعة، وما أن ينام الطفل حتى تظهر في أحلامه نتيجة بقائها في اللاوعي.. دور الآباء هنا مهم ويبتدئ بالحديث الودي الهادئ، ومناقشة الطفل في أسباب خوفه، ومحاولة الإصغاء الطويل إلى ما يقوله للتخفيف عنه أولاً، ولإشعاره بأن من حوله يعرفون ما هي مخاوفه، ولزيادة ثقته بنفسه ثانياً ورفع روحه المعنوية، ثم يأتي ثالثاً وهو دور التقليل من شأن تلك المخاوف، ومحاولة تحجيمها، بإظهار قوة الأبوين وقدرتهما على المحافظة عليه وحمايته، ليستمد من قوتهما قوة، ومن ثقتهما في نفسيهما ثقة.. وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :