إرهاب المالكي والاصطفاف الطائفي | أ.د. سامي سعيد حبيب

  • 6/21/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

ليست نكبة العراق بالغزو الأمريكي الغاشم في مارس 2003م لتحقيق "المصالح" الأمريكية والإسرائيلية مقتصرةً على ذلك البلد العربي المسلم الشقيق، بل نكبةً حلت تداعياتها بالوطن العربي أجمع بل كانت حرباً عقائدية على الأمة الإسلامية، وقد كان من بين الأهداف الأمريكية إعادة ترتيب المنطقة على أساس طائفي متعادي لتبقى ضعيفة متناحرة تحت رحمة الولايات المتحدة وإسرائيل فمكّنت من خلال ديمقراطية زائفة وانتخابات شكلية للطائفيين بامتياز بحكم العراق فقاموا على إثر ذلك بتشكيل الجيش الذي تم حله سابقاً والقوى الأمنية على أسس طائفية وأقصوا أهل السنة عنها ما استطاعوا بشعارات مضللة كشعار اجتثاث البعث، ثم أوغلوا في قتل وتعذيب وتهجير أهل السنة بالعراق بمزاعم عدة من بينها الدفاع عن "مراقد" الأئمة من أهل البيت وغيرها من الحجج الواهية، ثم قامت تلك الحكومات وخصوصاً حكومة نوري المالكي بإقصاء خصومها السياسيين من أهل السنة من خلال اتهامهم بدعم الإرهاب كما فعلت مع طارق الهاشمي مثلاً، أخيراً قامت بتجاهل مطالب أهل السنة بالعراق في اعتصامهم بالأنبار وغيرها، ثم ثورتهم الأخيرة التي ترتبت على قناعاتهم الراسخة بأنه لا حلّ سلمي مع هذه الحكومة الطائفية. حكومة المالكي -الواجهة لتنفيذ سياسات إيران الطائفية بالعراق والمنطقة بعد أن أفسح الانحسار النسبي الأمريكي المجال لنفوذ إيراني أكبر بالعراق-، تُوجِّه -وعلى رأسها المالكي نفسه- الاتهامات للسعودية بأنها المتسبب فيما يحدث في العراق، ضارباً بالذكر صفحاً عن أن سياسات حكومته الطائفية هي التي تقود العراق إلى هاوية الحرب الأهلية والاصطفاف الطائفي في العراق وفي سوريا وفي غيرها، وقد أكد على هذا المعنى سمو وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمته الافتتاحية لمؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي الثلاثاء 19 شعبان 1435هـ التي جاء فيها: (إن الأوضاع في العراق توحي بحرب أهلية)، مؤكداً على أن مواقف المملكة ثابتة من أوضاع المنطقة. وصحيح أن بالعراق منظمات إرهابية يندسّ بعضها ضمن المقاتلين من ثوار من أهل السنة المدافعين عن مدنهم وأعراضهم وأهليهم بل ووجودهم في العراق، لكن غالبية ما يجري على أرض العراق حالياً هو كناية عن كرّة عسكرية لأهل السنة لانتزاع كرامتهم المُهدَرة واسترداد حقوقهم المغتصبة، ومن المغالطة اختزاله في حركة "داعش"، وفي هذا السياق أكد المجلس العسكري الممثل للثوار من سنة العراق رفض نهج "داعش" الطائفي مؤكداً أن السبب الرئيس للثورة هو رفع الظلم الطائفي عن أهل السنة لذلك لن يسمح المجلس "لداعش" أو غيرها بممارسة حرب طائفية ضد الآخرين. من الجوار العراقي المباشر أكد السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في مقابلة معه في القناة العربية للتلفزيون التركي بالتالي: (أنا مع الثوار من أهل السنة بالعراق، وأعلنها للعالم أجمع كما تعلن إيران عن قتل أهل السنة في العراق، وأنا جاهز لأي مساعدة يطلبها الثوار). في المقابل صرح الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء الماضي بعد التقدم السريع الذي أحرزه مسلحو العشائر السنية وتمكنهم من السيطرة على مناطق شاسعة بالعراق بالتالي: (إن إيران لن تتردد في الدفاع عن المراقد والعتبات الشيعية في العراق). أما على المستوى العالمي فيتنادى السياسيون الأوربيون لتحميل الولايات المتحدة مسؤولية ما يجري في العراق حالياً، كونه من تداعيات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م، ويطالبونها بإعادة التدخل العسكري في العراق، كـ"مثل البرلماني الألماني فولكر كاودر" الذي قال: (إن الأمريكيين يتحملون بغزوهم السابق للعراق مسؤولية خاصة تجاه تطورات الأوضاع هناك، وأنه يتعين على الأمريكان دراسة تدخل عسكري جديد في العراق، كما أكد "كاودر" أن بلاده لن تشارك في مهمة عسكرية في العراق، منوّهًا إلى أن الاهتمام بإحلال الاستقرار في العراق مهمة الأمريكيين وحدهم. إن حقيقة ما يجري في العراق هو بمثابة إعلان عملي صريح من أهل السنة بالثورة ضد تهميشهم في بلادهم من خلال العملية السياسية الصورية العنصرية بدعم من إيران وأمريكا، وهذه الحركة الثورية لسنة العراق إن قُدّر لها التمكين فهي من زاوية أخرى قوة كامنة لردع مشروع التمدد الإيراني المتغوّل بالمنطقة، المستهتر بأهلها، الهادف إلى نشر التشيُّع السياسي والتمدد الجغرافي. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (42) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :