لماذا لا يستقيلون؟! | أيمن بدر كريم

  • 8/17/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سؤال لم أجد له إجابة خلال سنوات من اطلاعي على واقع حال وأخبار بعض الإدارات الحكومية، ومراقبة سلوك وتصرفات بعض المديرين التنفيذيين لمؤسسات تضطلع بمسؤوليات كبيرة تجاه خدمة المواطنين والمقيمين، لكني أخيرًا كوّنت «انطباعًا شخصيًا» حول إجابة اضطررت للوصول إليها للاستعانة بأصدقاء وزملاء من مشارب وتخصصات مختلفة، وحذفت عدة اختيارات، وكدت أيضا أن أغير السؤال بعد أن شارفت على فقدان الأمل في الإجابة السحرية عليه. حاولت تجاهل الإجابة لعدة سنوات لصعوبة الاقتناع بها، لكن الـمنطق السليم قادني إلى استنتاج سليم، وفكرة واضحة، ورأي سديد، فكان أول ما بدر لي النظر بعين الشفقة والحزن على بعض المديرين والمسؤولين، لما يعانونه من ورطة إدارية وخلو وفاض الفكر وقلة الحيلة، وتدني إمكانياتهم الإدارية، وانخفاض مستوياتهم السلوكية، فرأيتُ أن أهم سبب يـمنع أولئك المديرين عن التخلي عن مناصبهم وتقديم استقالاتهم هو: «انعدام خياراتهم الهنية»!. من المتعارف عليه أن بعض المديرين وصلوا إلى مناصبهم «متسلقين» بطرق ووسائل «الله بها أعلم»!! ثم بعد استمرار أحدهم في منصبه لسنوات عجاف، وتململ الناس من أساليبه البدائية، وتدهور خدمات الـمنشأة على يديه، وانتشار الظلم المهني والمحسوبية الوظيفية بمباركته الشخصية، يجد نفسه أمام خيار وحيد وهو: خوض حرب استنزاف وظيفية مع غيره من المهنيين وأصحاب الكفاءات بعد انكشاف قدراته الهزيلة وحداثة عهده بنعمة المال والمنصب، لكن خياره الأمثل -من وجهة نظره- الاستمرار في المكابرة والعناد على حساب العمل والناس، والإيعاز لمن يثق في «ولائه الشخصي» لتصريف العمل كيفما اتفق، دون أي تطوير يذكر، وكيف لا؟ فهو لا يمكنه الـمُخاطرة بالتخلي عن مجموعة البدلات الإدارية الـمجزية، و»بريستيج» المنصب مع علاقاته ومكتسباته «غير مهنية»، فلو فعل، سيعودُ «موظفا عاديا» من غير مميّزات شخصية!! بعد سنوات من عدم ممارسته لمهنته الأساسية، ليصبح فجأة شخصًا غير معروف ولا مرغوب فيه». رأيت من المناسب مناقشة السبب الرئيس خلف عدم تقديم «بعض الـمديرين» استقالاتهم من منصبهم الإداري على الرغم من منطقية وضرورة ذلك، لكنهم مساكين، متورّطون، يائسون، يـحتاجون منا الدعاء كي يخلصنا الله وإياهم مما هم فيه من بلاء، ويرفع عنا وعنهم السوء والأذى!. abkrayem@gmail.com

مشاركة :