أيام قليلة ونحتفل بمولد السيدة نفيسة بركة مصر وحبيبة المصريين . وبهذه المناسبة الكريمة إليك عزيزي القارئ هذه النبذه المتواضعة عن بعض مناقبها الكريمة وسيرتها العطرة . .هي كريمة الدارين وسيدة أهل العلم والتصريف وسليلة آل بيت النبوة الأطهار عليهم السلام فهي إبنة سيدي حسن الأنور إبن سيدي زيد الأبلج، إبن سيدنا الإمام الحسن بن علي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأحدى ريحانتاه وسيدا شباب الجنة ، لم يعرف نسب أشرف ولا أطهر ولا أجل من نسبها الطاهر فهي سليلة أهل بيت النبوة الأطهار الذين خصهم الله تعالى بالذكر والتكريم والثناء في قرآنه الكريم . ففيهم نزلت آياته مبينة هذا الفضل والتكريم .. من ذلك قوله تعالى: “رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ”.. وقوله عز وجل: “إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”..هذا وقد جعل الله تعالى مودتهم فرض على الأمة الإسلامية بأسرها حيث قال سبحانه: “ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ”.. ولدت رضي الله عنها في يوم الأربعاء ١١ ربيع الأول عام ١٤٥ هجري بأشرف بقاع الأرض بمكة المكرمة، ونشأت في أحب بقاع الأرض إلى الله تعالى المدينة المنورة، دار الهجرة ومسكن ومقام جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..نشأت وتربت على العبادة والذكر والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة.. حفظت رضي الله عنها آيات كتاب الله تعالى في حداثة سنها، وتلقت علوم الشريعة على يد أبيها، وكانت تترد على مسجد جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله لتستمع إلى الإمام مالك إمام دار الهجرة، وثاني الأئمة الأربعة رضي الله عنهم .وما أن تجاوزت الثانية عشر من عمرها إلا وكانت عالمة فقيهة في كل مجالات علوم الدين.. أحبت الخلوة فلازمتها زمنا طويلا.. عشقت القرآن فكانت تتلوه ليل نهار حتى أصبح لها بمثابة الهواء والماء لأي كائن حي.. حفظت آياته وإلتزمت بتعاليمه وأحكامه وأقامت حدوده. وأحلت حلاله وحرمت حرامه.. تدبرت معانيه وفهمت مغازيه..تفاعلت بحسها السامي مع روح كلماته المباركة فتجلت لها أسراره وبرزت لها معانيه وأنوار معرفته فعلمت عن قائله سبحانه وتعالى حكمته ومراده فإذداد تعلق قلبها الطاهر بربها تعالى فأقبلت عليه عز وجل إقبال صفوة أهل المحبة بهمة تعلو همة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه..وعلى أثر ذلك عزفت نفسها الكريمة عن الدنيا بحظوظها الفانية ونعيمها البالي، فعفت على حراميها وزهدت في حلالها، وتورعت في الضروري للحياة منها وكانت رضي الله عنها فيها عابرة سبيل.. ساست نفسها الكريمة وأخذتها بالعزم والحزم والشدة فساقتها إلى ميادين العبودية وأقامتها في ميادين الخدمة والطاعة..عملت بعقلها الرشيد في هوى نفسها الطيب فكان هواها تبعا لما جاء به جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله من الهدى والنور والرشاد.. إستدامت على تقوى الله تعالى والعبادة والذكر حتى تم لها الفناء الكامل في محبوبها سبحانه وتعالى.. لم تنظر إلى نفسها الكريمة يوما بعين الرضى والكمال وكانت تتهم نفس بالنقص والتقصير.. وقد حكت إبنة أخيها زينب إبنه سيدنا يحي المتوج عن حال عمتها في عبادة الله تعالى وذكره فقالت .. خدمت عمتي السيدة نفيسة أربعين سنة فما رأيتها نامت بليل ولا أفطرت بنهار حتى ضعف جسدها الطاهر ونحل . فقلت لها يوما رفقا بها ..ألا ترفقين بنفسك يا عمتاه ..فقالت .. يا زينب كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يتخطاها إلا الفائزون ..فرضي الله عن سيدتنا السيدة نفيسة وعن إل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله..
مشاركة :