خواطر تقرع الأجراس / حوار غير عذري مع جميل بثينة | ثقافة

  • 9/2/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

- لقد رفعوا منك للهوى العذري مثالاً قدّسه العشاق العذريون. فلِمَ خدعتَهم بعذرية مزيّفة، وعفّةٍ ملوَّثة بالشهوات...؟ - ما خدعت أحداً. إنْ هي إلا نفثات حرّى اندفعت من أعماقي الملتهبة بحب بثينة. - ألم تقل: «فيا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلة كلَيلتِنا حتى نرى ساطعَ الفجرِ؟ تجود علينا بالحديث وتارةً تجود علينا بالرُّضاب من الثغر مُفَلَّجةُ الأنياب لو أن ريقها يُداوَى به الموتى لقاموا من القبر» - فما تلك الليلة يا جميل؟ وكيف تبيت امرأة في عصرك مع رجل غريب حتى الفجر؟ وما قصة ذلك الرضاب العذب؟ - «لا والذي تسجد الجباهُ له ما لي بما دونَ ثوبها خبرُ ولا بفيها ولا هَمَمْتُ به ماكان إلا الحديثُ والنظرُ» - لكنك قلت: «وألثم فاهاً كي تزولَ حرارتي فيشتد ما ألقى من الهيمان»! -......!؟ وقلت: «ألم تعلمي يا عذبة الريق أنني أظل إذا لم أُسْقَ ريقَك صاديا»؟ - إنه رضاب العفة؟! - بل حبك الحسي الشهواني. ألم تتخيلها عاريةً وهي تغتسل فقلتَ: «يكاد فضيضُ الماء يخدش جلدَها إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلدِ» ألم تشته شمَّ رائحة جيبها؛ في أعلى صدرها من طوق القميص؟: «وإني لمشتاق إلى ريح جيبها كما اشتاق إدريسٌ إلى جنة الخلد»! أهكذا تتخيلها عارية تغتسل؟ أهكذا خيالك العفيف؟ أهكذا تعبث بقداسة الأنبياء وتشبِّه اشتهاءَك شم ريح جيبها باشياق النبي إدريس إلى ريح الجنة؟ ما هذه العفّة يا جميل؟ - «ومَن كان في حبي بثينةَ يمتري فبرقاءُ ذي ضالٍ عليَّ شهيدُ» - لا أحد يمتري عليك. من فمك أُدينك. كيف تخلص الحب لبثينة وأنت (تهتاج) وتُثار كالثور في حضرة النسوان؟ ألا ترى جهادك معهن في حلبة الهوى أقدس من الجهاد في سبيل الله؟ تذكّرْ: «ويحسب نسوانٌ من الجهل أنني إذا جئت إياهن كنت أريدُ يقولون: جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرهن أريد لكلِّ حديث بينهنَّ بشاشةٌ وكلُّ قتيلٍ عندهن شهيد وأحسنُ أيامي وأبهجُ عيشتي إذا»هِيج«بي يوماً وهنَّ قعود»! - ثم إن الناس يعلمون بقصة عشقكما. فلِمَ التّكتُّم؟ ماسرُّكما؟ - «لعَمريَ، ما استودعتُ سرّي وسرَّها سوانا، حذاراً إن تشيع السرائرُ» - لا بد أن في حياتكما سرّاً خطيراً! - «أبوء بذنبي إنني قد ظلمتها وإني بباقي سرّها غيرُ بائحِ» - وما سر الريبة بينكما؟ - الوفاء شيمة عشقنا. لا ريب ولا ظنون. - ألم تقل: «بثينةُ قالت: يا جميل أرَبْتَني فقلت كلانا يا بثينُ مريبُ وأرْيَبُنا من لا يؤدّي أمانةً ولا يحفظ الأسرارَ حين يغيبُ» إن في أعماقك (حاجات) سرية نحو بثينة تخشى البوح بها. تذكّرْ: «لقد خفت أن ألقى المنية بغتةً وفي النفس( حاجاتٌ) إليكِ كما هيا» حاجات. أسرار. ليالٍ سريّة حتى الفجر. قبلاتٌ وسُقْيا رضاب. تتخيَّل بثينة تغتسل عاريةً؟ وأذكرك أخيراً بسرّ بينكما تعاهدتما على كتمانه ولا ندري ما هو: «ولا تُضِيعِنَّ سرّي إن ظفرتِ به إني لسرِّكِ حقاً غيرُ مِضياعِ أصون سرَّك في قلبي وأحفظه إذا تضايق صدرُ الضيِّق الباع ثم اعلمي أن ما استودعتِني ثقةً يمسي ويصبح عند الحافظ الواعي» - فضحتني فضحك الله. كنت أزعم أن أسرار عشقنا ستخدع مؤرخي أكذوبتنا العذرية، وأن أسرارنا لن يفضَّ ختمَها أحدٌ. إليك عني ! * كاتب سوري

مشاركة :