في عام ١٤٠٤هـ سافرت في رحلة مع بعض طلاب كلية التربية فرع جامعة الملك سعود بأبها ، وكثير من الطلاب من زملائي في تخصص علم النفس .. كانت رحلتنا إلى المنطقة الشرقية ونزلنا في سكن طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن .. وكان المشرف على الرحلة أستاذنا البروفيسور طالب الخفاجي .. زرنا الكثير من الأماكن والمواقع .. في ليلة كنّا بمسرح الجامعة . وحضرت الفرقة الموسيقية بتلفزيون الدمام .. قبل الاحتفال ، كان هناك صوت عذب ينبعث من سماعات المسرح يدغدغ القلوب ! إنه صوت الأرض يدغدغ المشاعر والقلوب فمرة أسمعه يغني أحبك لو تكون حاضر ومرة أسمعه يغني : سألت العين .. حبيبي فين .. أجاب الدمع راح .. حبيبك ما سأل عنك .. وخلى القلب في نارين .. وانبعثت من روحي آهات لم أستطع كتمها .. واستمر طلال وأنا مستمتع وأتمناه لا يتوقف ولا يبدأ الحفل .. حتى غنى : لا تنسانا يا أغلى الناس لا تنسانا يا أغلى الناس لا تنسانا من الاحساس لا تنسانا من المكاتيب لا تتركنا كدا وتغيب ترى لك عين سهرانة ولا تنسانا .. أمانة حبي يا غالي أمانة يا هوى بالي تفكر فيا في غيابك وترعى عهد أحبابك وتسأل كيف أحوالي أمانة يا هوى بالي .. لا تنسانا يا أغلى الناس لا تنسانا من الإحساس لا تنسانا من المكاتيب لا تتركنا كدا وتغيب ترى لك عين سهرانة ولا تنسانا .. يقولوا كتير كتير الناس ليالي البعد غلابة وانا خايف بلاد الناس تنسي قلبك أحبابه وتسأل كيف أحوالي أمانة يا هوى بالي .. لا تنسانا يا أغلى الناس لا تنسانا من الإحساس لا تنسانا من المكاتيب لا تتركنا كدا وتغيب ترى لك عين سهرانة ولا تنسانا وهنا سالت دموعي .. ولكن بدأ الحفل وجفت الدموع بسرعة .. وبعد أن أنتهى الحفل وعدنا لمقر سكننا كنت أتمنى لو أني تسللت للمكان الذي يذيع أغاني طلال فأسرق الكاسيت أو يهدوه لي !! وحاولت أن أَجِده في الأستريوهات فلم أجده لا في أبها ولا الخميس .. حتى عام ١٤٠٥هـ وكنت في رحلة مع قسم علم النفس وبصحبة أستاذنا البروفيسور طالب الخفاجي إلى الرياض وكانت الزيارة لقسم علم النفس بجامعة الملك سعود وهم يدوب افتتحوها ، نزلنا في فندق الراجحي في البطحاء بمدينة الرياض .. في عصرية أحد الأيام خرجت متنكرا لابس بنطلون جينز أزرق وفانيلة حمراء مخططة بالأسود وشعري كثيف جدا ولابس جزمة بيضاء ولها سن ذهبي ونظارة شمسية إطارها ذهبي وتمشيت في أسواق البطحاء بمفردي ، ومريت على أكثر من محل ومطتني رجلي حتى دخلت أستريو لبيع الأشرطة ، كان على الطوالة سجلات بها أسماء المطربين والأغاني ورقم كل شريط ، فأول صفحة وثاني صفحة أغاني ما راقت لي وفِي الثالثة وجدت الأغاني التي سمعتها على مسرح جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومرتبة كما سمعتها تلك الليلة .. طلبت الشريط برقمه وأعطاني وأخذ مني ٧ ريالات .. الشريط حافظت عليه سنوات وسنوات وكأنه أحد وثائقي الرسمية ومن طلبه لا أعطيه وإذا ألح نسخت له منه .. في ليلة كان عندي شخصين من جدة وأخي أحمد زميلهم وحاولوا في ورفضت أعطيهم ولكن لما أعطوني موثقا أن يحافظوا عليه كحفاظهم على أنفسهم أعطيتهم ، فوضعه أحدهم في المسجل فجات أغنية لا تنسانا يا أغلى الناس فجلس يبكي يبكي بكاء حارا حتى أشفقوا عليه ! فقلت : أذكرك بشيء ؟! قال : بكل ينبع !! سافروا لجدة وسافر الشريط معهم وعاد لي بعد سنة تقريبا وظليت محافظا عليه حتى عام ١٤١٣هـ .. وطقتني مطواعة وشليت شاكوش وسريت كسرت كل أشرطتي وكان مجموع ما معي حوالي ٢٠٠ أو تزيد قليلا .. وإذا سمعت لا تنسانا أعيش في تلك الأعوام وعمر تلك الأعوام .. يا لها من ذكريات عذبة أخرجتها أغنية لا تنسانا يا أغلى الناس عندما سمعتها هذا المساء .
مشاركة :