تظل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) في صلب الاهتمام المجتمعي المعاصر في بلادنا الغالية. وهي دائماً محط أنظار المواطن لا لخصوصية تميزها، بل لأن قصص الفساد تمثل للمواطن العمود الفقري للأخبار التي ترد على مسامعه، وللتحليلات التي يتمعن فيها، وللقناعات التي تملأ عليه فضاء تفكيره عندما يطول به الحال انتظاراً لحل أو تطويرا لمرفق. ولأن (نزاهة) تبدو مشتتة الجهود تضرب ذات اليمين وذات الشمال، فإن المشاهد لا يكاد يرى أثراً لهذه الجهود ولا خفضاً لما يتردد على مسامعه وأنظاره من قضايا الفساد، والتي دفعت حتى بسماحة المفتي العام إلى التنديد ببعض آثارها . آخر تصديات (نزاهة) كانت لمستشفى (حوطة سدير) المتعثر منذ 10 أعوام ولا حل يبدو في الأفق. وتلكم عينة مما يسمع المواطن عن بعد من أمثالي، ومما يشهده المواطن عن قرب في حوطة سدير، ومما يعاني منه المريض وذووه القاطنون في الحوطة وما حولها (الحياة 12 نوفمبر). لهذا كله تظل (نزاهة) غير! لأنها لم تشف غليلاً واحداً بدرجة مشبعة، فكل الذي تبشرنا به هو بلاغات ومخاطبات واستفسارات ومتابعات لكن معظمها لا يسمن ولا يغني من جوع. ومؤخراً قال معالي رئيس الهيئة إنه قد رفع قائمة إلى ولي الأمر تتضمن أسماء وزارات لا تتعاون مع الهيئة! ربما هي لا تقدر جهود الهيئة، أو تظن أنها أنشئت لصد محاولات وعمليات الفساد في وزارات أخرى فقط، أو ربما هذه الوزارات فوق الشبهات ولا يليق تعرضها لأي اتهامات أو مناقشات. شخصياً أتعاطف مع الهيئة وأقدر جهودها، لكني غير مقتنع بأدائها وتواضع نتائج جهدها، خاصة وأنها في عامها الرابع، أي المفترض أن تتجاوز حالة (البطء) السلحفائي إلى (المشي) المتوازن.. واثقة الخطوة لتذهب أبعد من المساءلة (الورقية)، وإنما بنتائج ميدانية حسية ترفع من معنوية المواطن الذي يسمع ويرى ويتكلم. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :