المملكة العربية السعودية أدّت وتؤدّي وسوف تؤدي دورها وواجبها تجاه حجاج وزوّار بيت الله الحرام، وبالطريقة التى تراها قيادتها وأهلها. ولا يمكن أن تلتزم بتمرير ما تعمله أو ما سوف تعمله لجهات غير ماذكرت. وتُعلن الخطط الإنشائية على رؤوس الأشهاد للكل ليرى؛ دولاً وسياسيين وحجاجاً ولا يهم بعد ذلك من غضب أو رضي. كذلك فالمملكة تعلم أن ثمة شراذم من حولها أعطت لنفسها الحق باستنتاجات ومداخلات حوارية هزيلة لا يأت بها إلا من عقله لوثة أو خلل. والدليل تصريحات مفكرين إيرانيين يقيمون، بأن إيران ليست صادقة حتى مع شعبها. أجد نفسى محاولاً الربط بين حادث وحادث في أنحاء شرقنا، ليس لديّ سبب للاعتفاد بأن كل تصوراتى صحيحة، لكننى أُصر على القول بأن الازدحام المميت في كل مكان يأتي لظروف مختلفة. إلا أننى مع وجود وسائل خلق واستنباط الطرق المميتة التى لا تبدو بظاهرها أعمال شغب لكنها بباطنها أمر مدبّر. والواضح أن تكتيك تلك الوسائل تنتقل من فئة إلى أخرى، ومن حزب إلى حزب ومن هذه الطائفة إلى تلك. ويكفي القول أن أيّ همس بين الحشود عن وجود خطر، أو إشاعة وجود ممر أسلم، يكفي (قصدي الهمس) إلى إثارة ذلك الحشد وجعلة يبحث عن أقرب وسيلة تنجيه أو تختصر طريقة. ويصعب بعد ذلك إيجاد المتسبب. جسر الأئمة هو الواصل بين منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد بالعراق، ويتوجه إليه الشيعة في 25 رجب من كل عام لإحياء ذكرى وفاة الكاظم توجه آلاف من الناس سيراً لأداء مراسم الزيارة الكاظمية، وأعدت مخيمات استقبال الزائرين صباح الاربعاء الأسود 31 أغسطس 2005، وأثناء سير الآلاف على جسر الأئمة أعلى نهر دجلة، أشاع مجهول وجود شخص انتحاري وسط الجموع، فأثير الذعر وحلت الفوضى على الجسر، وحدث التدافع بين المتواجدين أعلى الجسر، الأمر الذي أدى إلى اختناق البعض، وسقوط آخرين دهسوا تحت الأرجل، وآخرين لم يجدوا سوى القفز في نهر دجلة سبيل لمحاولة الهروب من الموت، ولم يكن سواه رفيق معظمهم. وقدرت وزارة الصحة العراقية وقتها أعداد الضحايا بآلاف من القتلى وحوالي 388 جريحاً.. وسائل خلق الاضطرابات متعددة، خصوصاً من دول وأحزاب وصحافة حملنا لها الورد وحملتْ لنا السهام.. العقلاء أنصفونا، لكن خُبثاء المقصد والهدف لديهم نيّات قذرة لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :