في طريقي إلى مطار الدمّام من مدينة الخبر، شاهدتُ حادثًا مروريًا عجيبًا، يجعل الحليمَ في حيرةٍ شديدة!. شاهدتُ شاحنةً عملاقة، من ذوات العجلات الكثيرة، وقد اصطدمت بحاجزٍ خرساني، فاعتَلتْهُ ثم علِقت عليه، هامدةً ومائلةً لجهةٍ دون أخرى، كأنها برج بيزا في بلاد الطليان، أو مُجسّم ضخم على وشك الانهيار في متحف مكشوف!. ولأنّ المشهد كان مُضحكًا ومُبكيًا الوقت نفسه، فقد توقّفتُ لأسأل جنديًا للمرور عن سبب الحادث، فقال لي مشكورًا أنه يُحقّق فيه، لكن غالبًا قد أخذت السائقَ سِنَةٌ من نومٍ كانت كافية لانحراف شاحنته واصطدامها الفظيع بالحاجز!. والشاحنات يا سادتي كانت ولاتزال من أبرز أسباب حصول الحوادث القاتلة على طرقنا السريعة، لسوء قيادتها من بعض سائقيها الوافدين، وسماح بعض شركاتهم (اللا وطنية) لهم بالسياقة الطويلة دون أخذ وقتٍ كافٍ من النوم والراحة، فكلّ همّ هذه الشركات هو توصيل البضائع بأسرع وقت للحصول على عقود توصيل أخرى دون مراعاة لسلامة الآخرين!. هل تعلمون أنّ نسبة نجاة رُكّاب أي سيارة عادية مع شاحنة حتى لو كانت السيارة همر أو كبيرة بحجم GMC تكاد تكون صِفْرا؟. لهذا جزِعْتُ ممّا قد يحصل حاضرًا ومستقبلًا من حوادث بسبب مثل هذه الشاحنات، لا سيّما بعد عملية تصحيح أوضاع الوافدين، ومنهم سائقي الشاحنات، فحسب معلوماتي فقد نقص عددهم كثيرًا بعد إجراءات التصحيح، وهذا قد يجعل بعض الشركات تضغط على سائقيها أكثر من السابق، في سبيل إنجاز عقودها وعدم انخفاض أرباحها؛ ليُمْضُوا معظم نهارهم وليلهم في السياقة، وقد يلجأون لتناول المُنبّهات الممنوعة، وكلّ هذا لا يفيد إذا طغى سلطان النوم عليهم، فتزيد الحوادث على طرقاتنا بما فيها من موت وفواجع!. فيا جماعة الخير: إنّ تقوى الله مطلوبة من الشركات، فلا تجرمنّها مصالحها الخاصة على تعريض العامّة للخطر وحرمان سائقيها من حقوقهم المهنية، والتصحيح رائع، رائع، رائع، لكنه سيكون أروع إن كان مشفوعًا بإجراءات تُنهي الفوضى العُمّالية، وتجلب في الوقت نفسه السلامة والراحة للجميع!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :