طار النوم بسبب الجينوم | م. طلال القشقري

  • 12/14/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طار عنّي النومُ الهانئُ البال، بسبب انطلاق برنامجنا الوطني لأبحاث الجينوم البشري، الذي وضعت حجر أساسه مدينةُ الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الآونة الأخيرة!. هذه الأبحاث متقدّمة للغاية، وتكُلّف الكثير من الجُهد والوقت والمال، وهدفها التوصّل لعلاج السرطان، والسكّري، والزهايمر، وغيرها من الأمراض المستعصية على بني البشر، عبر دراسة كامل المادّة والظواهر الوراثية داخل الجسم البشري، بما هو أكثر تقدُّمًا وتعقيدًا بمراحل من علم الحمض النووي، وقد مشى فيها الغربُ المتطور خطوات محدودة، لكنه لم يَطْلَع على العالم بنتائج ملموسة، إلاّ بقدر ما يَطْلَع الوعاء المثقوب؛ بالمياه من البحر!. ولهذا طار نومي الهانئ، فهذه الأبحاث وإن كانت تخدم الصحة بما هو فوق الخيال، إذا شاء الله، لكنّ واقع الصحة لدينا لايزال يُعاني من قصور في كثيرٍ من أبجدياتها، ليس فقط للأمراض التي لا يُعرف لها علاج، بل كذلك للأمراض الأخرى التي يُعرف لها علاج، وفي كل الجوانب تقريبًا، الوقائية، والتشخيصية، والعلاجية، والتنويمية، والتوعوية، والتأمينية، فضلاً عن انعدام الأبحاث التقليدية لها، وكان الأولى أن نُركّز على تحسين هذه الجوانب، لا أن نُحاكي الغرب في أبحاث غير تقليدية؛ قد لا تُضيف لصحتنا شيئًا على الإطلاق، سوى إنفاق المال، وكسْب البريق الإعلامي!. وما كان الغرب لِيُقِرّ أبحاث الجينوم في أجندته؛ إلاّ بعد أن ثبّت أركان جوانب الصحة التقليدية لديه على أرضية صلبة، ممّا ينقص للأسف صحتنا الغالية!. نحن بهكذا قفزة غير متدرّجة نكون كمن بنى بيته بلا أساسات، أو كمن لا يأكل عنقود العنب حبَّةً.. حبَّةً، فتصيبه غصّة، وليس هذا -والله- تنقيصًا من جهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بقدر ما هو دعوة صادقة لها ولجامعاتنا (الغائبة بمزاجها عن الأبحاث!!) أن تبحث في واقعنا، لا في خيال غيرنا، فالذي لا يخدم واقعه بأبحاثه، قد لا تخدمه الأبحاث التي تُراود خيال الآخرين!. تويتر: @T_algashgari @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :