شركة مقاولات تُنفّذ حالياً مشروعاً لتمديد خطوطٍ للإنترنت تحت الأرض في الحيّ الذي أسكنه في جدّة!. ولأنّ جزءًا من المشروع يقع أمام بيتي، فقد رأيت بأمّ عيني كيف تُنفّذه الشركة، ولا أبالغ ولا أفتري عليها مقدار خردل إذا لخّصتُ الكيفية في عبارتين من أربع كلمات لا غير: سوء جودة!. غشامة ومخالفات!. أمّا سوء الجودة فقد تجلّى في كلّ شي قامت به، من قصٍٍّ للأسفلت، ووسائل للسلامة، وحفْر خندق تمديد الخطوط، وتمديد الخطوط نفسها، إلخ إلخ إلخ!. وأمّا الغشامة والمخالفات فتجلّتا في كسرها مرتين مختلفتين لمواسير شركة المياه القائمة التي تُغذّي البيوت، وخلال يومين فقط، وضمن مسافة صغيرة لا تتجاوز ٢٠ متراً، الأمر الذي أهدر مياهاً كثيرة يحتاجها الناس، خصوصاً أننا في عزّ الصيف، وفي الشهر الكريم، وقد تكبّدت الدولة أموالاً طائلة لتوفير المياه للمواطن والمقيم!. أياماً كثيرة قضتها هذه الشركة في الحي، ولا زالت، مُمارِسةً بارعةً لسوء الجودة، والغشامة والمخالفات، ولديّ صور تثبت ذلك، وللأسف لم أر عليها مُشرفاً خبيراً يُصحّح أخطاءها، أو رقيباً أميناً يحاسبها، سواء من الاستشاري المشرف عليها الذي وضع رقم جوّاله على لوحة المشروع لكنه لا يردّ على المكالمات، أو من الجهة المالكة للمشروع التي تقاولت معها ثمّ نامت قريرة العين قليلة المبالاة، أو من الأمانة التي لا تكترث البتة بما يجري في الشوارع من حفريات ضررها أكثر من نفعها، كما لا تُنسّق باحترافية بين جهات الخدمات، أو من شركة المياه التي تحتاج لإعادة النظر في استراتيجيتها الخاصة بحماية مرافقها، ولولا أنني بلّغتها شخصياً بمواسيرها المكسورة لما علمت بالموضوع من أصله!. إنّ حفريات كهذه هي حفريات كلّ مين إيدو إلو، كلّ له يد، لكن يستخدمها كيفما ووقتما يشاء، بلا تنسيق مع الآخر، بلا تعاون معه، بلا خطط، بلا ترتيب، بلا إتقان، بلا حزم، بقوانين هندسية غير مُتّبعة، بلا عقوبات، أو على وجه الدقة: بأمان من العقوبات، حتى أصبحت الشوارع وما فيها من حفريات مثل شوربة مليئة بالحسك، تُنغّص حياة الساكنين، ويتجرّعونها ولا يكادون يُسيغونها!. فوا حسرتاه، لقد جمعت مدنٌ كثيرةٌ حول العالم خدماتها في أنفاق عصرية كبيرة تحت الأرض، تُجنّبها الحفريات وشرورها، بينما مدننا لا زالت تحفر.. وتحفر.. وتحفر!. تويتر: T_algashgari algashgari@gmail.com ‏ @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :