طارق الشناوي يكتب: لماذا الشماتة؟

  • 5/17/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كنت أول من تناول بالكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية أخطاء بل خطايا مسلسل (نسل الأغراب)، وتحليلى هنا فنى بالدرجة الأولى، لا أستطيع أن أجزم أو أنفى ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى، من تحقيق المسلسل أو غيره من أرقام فى كثافة المشاهدة. المبالغة فى الصياغة الدرامية و(السيمترية) التى تعنى التماثل والتقسيم الهندسى العددى، أدت إلى كل ما رأيناه من تراجع المصداقية، وكأننا نتحرك فى عالم (كارتونى)، هكذا تم رسم الشخصيات وصياغة الأحداث. فرض مى عمر فى دور (جليلة)، وهى لا تصلح من الناحية العمرية لأداء الشخصية، كما أن الدراما دفعتها لبؤرة الحدث، صار الصراع يبدأ وينتهى إلى (جليلة)، بينما طرفا النزاع الأساسيان، تم تهميشهما ومن الواضح أن سامى تدخل لصالحها وقام بلى عنق الدراما. المخرج والكاتب سمح بالمبالغات فى مكياج وأداء السقا وكرارة، حتى فى تلك النظرات التى تخترق حاجز المنطق، وكأنها تقول لك بصوت صارخ الدماء قادمة لا محالة، المسلسل مفتاحه أن تستمع بين الحين والآخر إلى دقات طبول الحرب بين الخصمين اللدودين فى معارك خيالية تنتمى لعالم الكارتون، كل شىء يصل للذروة ويعيد تقديم ما سبق وأن خبرناه عشرات المرات، هل يوجد فى الصعيد كل زكائب الذهب تلك، وأين هم الغجر بطقوسهم الاجتماعية؟ مشاهد أرشيفية لمجرد (تحلية البضاعة) خيال يتكئ على خيال. المسلسل يشكل تراجعًا حادًا فى مسيرة المخرج عندما قرر أن يصبح شعاره (هيا بنا نلعب دراما). إلا أننى لا أنفى عن سامى فى عدد من أعماله السابقة موهبته وخصوصيته، فهو يجيد قراءة الشفرة ليصبح والمتلقى بنسبة كبيرة على موجة واحدة، بدايته فى إخراج أغانى (الفديو كليب) منحته عينًا قادرة على ضبط الإيقاع، يمتلك هامشًا من المغامرة فى التنفيذ، وفى العثور على أفضل ما لدى ممثليه، فى مشواره مسلسلان مثل (الأسطورة) و(البرنس) لا قيا هجوما نقديا، إلا أنهما امتلكا حسا جماهيريا. من حق شركة الإنتاج- فى كل الدنيا- أن تختار من تتعامل معه، وفى نفس الوقت أن تضع كلمة النهاية، مع أى فنان أو فنى طالما اكتشفت أنه لا يحقق أهدافها الفنية والفكرية والاقتصادية. لا ينبغى أن يتحول الأمر إلى شماتة على (النت)، أكثر من مخرج وكاتب وممثلة بل ومطربة شهيرة اعتبروا أن ما حدث من علامات انتقام القدر، سارعوا بتعليق الزينات وإقامة الأفراح، بعضهم ينفى عنه أساسا كل مقومات المخرج، كما أنهم يعتبرون مى عمر مجرد فنانة يفرضها زوجها، لا أنكر قطعا أن سامى يفعل ذلك وأكثر، ولكن فى نفس الوقت لا أعتبر مى مجرد ظل للزوج، والدليل أنها أقنعتنى فى مسلسل (الفتوة) إخراج حسين المنباوى، مشكلة ثنائية سامى ومى أن المخرج تحركه العاطفة، ويعتبر مى معركته الأساسية على الشاشة، وحتما يخسر الشاشة. تابعت حالة التشفى التى انتابت قطاعا من الفنانين وكأن ابتعاده عن شركة الإنتاج الكُبرى يعنى فى نفس اللحظة أن تفتح بالضرورة لهم أبوابها. أخطاء سامى فى (نسل الأغراب) تجاوزت هامش المسموح، ولا أتصور أن الأمر قاصرا فقط على (نسل الأغراب)، ولكن لا عذر ولا مبرر لهذا الفيضان الدموى من الشماتة والتشفى، فهو يدين أولا من أقدموا على ارتكابه!!. [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :