احذر من القفز العشوائي الذي يقودك إلى البحث عن نفسك . احذر من القفز البعيد المرتجل فلربما تضع قدمك في شباك ( المزاجي ) البعض يتعامل معك حسب حالته النفسية ( مزاجه ) إن كان مرتاحا نفسياً بسط لك الأرض حريرا وقلب لك الصخر ورودا ، وإن كانت حالته عكس ذلك فالويل لك ثم الويل . مما لاشك فيه أن متقلب المزاج غير مؤتمن على إفلات الشعور تجاهه، ففي كل مرة ينبغي الإمساك بسترة النجاة لأن توقع الضد منه شيء لا محالة . تراه في صفك تارة وضدك أخرى ، يقف بجانبك مرة ، وتارةً خلفك ، لا تدري أأسود هو أم أبيض ؟ ففي كل مرة يتلون بألوان الطيف فهو لا يستقر على قرار ، فوضعك معه في ( كفة عفريت ) من يتعامل حسب حالته النفسية ( مزاجه ) مثل موج البحر يُقبِل تارة ، ويدبر أخرى ، يتعامل وكأنه سحابة صيف حيث تظهر قليلا ثم لاتلبث أن تختفي ، يقرر في لحظة ثم يسحب قراراته ، فليل قراراته يختلف عن نهاره ، متأرجح يمنة ويسرة بين الشعور واللاشعور ، بين السعادة والتعاسة ، و بين الاكتراث واللامبالاة . يعطيك الرضا دفعة واحدة في يوم واحد بل في ساعة واحدة وفي الساعة التالية يسقيك العلقم كأسا دهاقا . قد تكون يقينه في لحظة و وفي أخرى ظنه ، وقد يسلك بك سبلًا فجاجا ، فيمكنه أن يعيّشك الفصول الأربعة في يوم واحد ، بل في لحظة واحدة . فتارة يسمعك من الكلام الجميل وكأنه ( امرؤ القيس ) وتارة يسمعك من الهجاء المبطن وكأنه ( جرير عصره ) ،فالمزاجي لا يعوّل عليه ، يضعك في الجانب الآمن لبرهة من الزمن وفجأة يقتحم سكينتك بكلمة حادة أو بفعل جارح ، فقراراته في مهب الريح تميل حيث مالت ، لا يستقر على رأي ولا يقف عند كلمة ، و لا يمكنه تقديم النصح أو المشورة أو السعادة للطرف الآخر بسبب تناقضه في الأفعال والأقوال ؛ لذا ابتعد عن قمقم المزاجي واجعل بقاع الأرض وجهة مناسبة للبعد عنه . أما وإن كان لابد من التعامل مع المزاجي فلا تغلق دائرة الطمأنينة عليك معه ولا تخفض جناح الاستجابة لقراراته المترددة ولا تتعب نفسك بالتقبُّل في كل مرة . وأخيرا .. اعلم أنه من الصعب جدا مقاومة تقلب الأمزجة . ——————— 📝 زهراء سعودي حُمِّدي
مشاركة :