بعد الازدحام الشديد الذي شهدته المدينة المنورة في العشر الأواخر من رمضان الماضي جاء النصف الثاني من شهر شوال فرصة للراغبين في الزيارة بدون ازدحام. في أحد الأيام كنت في زيارة لمعرض أسماء الله الحسنى والمقام في المنطقة الغربية من الحرم النبوي على بعد خطوات من باب الملك سعود ،وبعد أن فرغت من زيارة المعرض توجهت للحرم وبالقرب من باب الملك سعود هناك لوحة كتب عليها مكتبة المسجد النبوي ،حيث ينقلك المصعد إلى السطح حيث المكتبة التي أصبحت أضعاف مساحة المكتبة القديمة وفيها من أمهات الكتب ،حيث لاحظت بأن المكتبة تحتوي على مائة وستة من كتب التفسير بعضها مختصر وبعضها تصل الى ثلاثين كتاباً لنفس المؤلف وفيها استفاضة لمن يرغب. استوقفني أول مصدر من التفاسير، ويبدو أن أحد الباحثين ترك بداخله ورقة كتب عليها الآية:{ للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً} ( النساء الآية 7). كانت العرب في الجاهلية لا تورث النساء ولا الصغار شيئاً، فأبطل الله ذلك، أصبح حق الميراث مفروضاً كما ذكر في القرآن، وكتب الباحث بين قوسين (المطلوب الاستشهاد بالحالات التي ترث فيها النساء كالرجال وفي حالتين أكثر من الرجال) لقد أعجبني الأخ الباحث الذي أراد أن يتفرغ لهذا الموضوع وعند سؤال أحد رجال الفقه المعروفين أجاب بالإثبات وذكر لي الحالات إلا أن ذاكرتي لم تسعفني لسردها لكم. التفسير الآخر بدأ المؤلف بإيراد ما قاله الغزالي وهو: من أراد أن يسمع كتابه تعالى من فم رسوله صلى الله عليه وسلم فعليه بتفسير الواحدي، وأشار إلى أن علم التفسير من أشرف العلوم ومعرفته من أهم الأمور وأن من أفضلها (كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للشيخ الإمام أبي حسن الواحدي) واستعرض الناسخ والمنسوخ والبيان في التفسير فلا يدع آية منسوخة إلا يذكرها وهذا علم مهم جداً لمن يتعاطى التفسير. أساتذتنا يذكرون لنا دوماً تفسير السيوطي فمررت عليه واستوقفني ما ورد في تفسير السيوطي عن أبي أمامة قال (حم) اسم من اسماء الله وعن رسول الله انه قال: لكل شجر ثمر، وثمر القرآن ذوات (حم) هن روضات مخصبات معشبات ومتجاورات فمن أحب أن يدفع في رياض الجنة فليقرأ الحواميم. والحواميم السبع كلها أنزلت بمكة، ويرى الديلمي: الحواميم روضة من رياض الجنة وعن رسول الله (الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع تجيء كل حم منها تقف على باب من أبواب جهنم وتقول: اللهم لا يدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤني) وللحديث بقية.. Qadis@hotmail.com
مشاركة :