منذ إقرار الاحتراف وأنديتنا تراوح بين كثير من أسماء اللاعبين القادمين، على أمل الإضافة، وصناعة الفارق، وبين قليل من تلك الأسماء التي شكّلت إضافةً، وصنعت الفارق، كما هو النجم الأهلاوي عمر السومة.. حيث جاء أول ظهور له بشعار الأهلي بما يحمل بشارة نجم يعوّل عليه مدرج المجانين بالكثير، وقد كان السومة عند تلك النظرة، وذلك الأمل؛ ليقفز للمقدمة، حيث مكانة النجم الأهلاوي الأول. ولأنّه نجم من طينة الكبار، فلا عجب من أن تكون إطلالته الموسمية الأولى مع النادي الأهلي كهدَّاف للدوري، وبرصيد 22 هدفًا، وذلك يعني أن القلعة قد كسب نجمًا كبيرًا هو المحترف الذي يبحث عنه دورينا. فوجود عمر السومة بهذا التألق، وإن كان يصب في مصلحة النادي الأهلي، إلاّ أنه يمثل مكسبًا لدورينا، فمن الرائع أن يشاهد لاعبو الخطوات الأولى في مشوار النجومية من لاعبينا كيف هو المحترف الأنموذج. وإن كانت مسيرة السومة منذ الظهور الأول حتى ما قبل لقاء النصر تمثل دروسًا عملية يستفيد منها لاعبو كرة القدم، إلاّ أنّه تجلّى كأجمل ما يكون التجلّي في لقاء النصر، حيث الهاتريك «المدرسة»، ومنه تعلم، فجاءت الأهداف بما يشبه الباقة الرائعة الجمال، يحتار معها المتابع أيًّا من تلك الأهداف أجمل، فقد جمع عمر السومة في تنفيذها بين الدقّة والذكاء، بين المهارة وسرعة البديهة؛ ممّا جعل حيطة النصر كأنّها لم تكن، فمن هدف أول كان محرّك بحثه الذكاء، وكرة السهل الممتنع جاء الهدف الثاني بقوة وبذكاء، كسر توقّع حيطة النصر ليكون مسك الختام هدفًا ثالثًا مهمًّا أن تعيده مرارًا لتقف على تصرّف لا يفعله إلاَّ النجم الكبير. هكذا ظهر عمر السومة كنجم يمثل في مجمله أنموذجًا يحتاجه دورينا، بدءًا من العين الخبيرة التي أوعزت بالتعاقد معه، تلك العين التي تمثّل عملة نادرة، ولا أدل على ذلك من كم المحترفين الهائل، ولم ينجح أحد! جانب آخر مهم عدم إغفاله في الحديث عن تألّق عمر السومة، ألا وهو توفّر البيئة التي تدفع بالنجم إلى ذلك، فبقدر ما كان السومة كان الأهلي دافعًا لمانشيت عمر السومة.. يا زين علومه.. وفاله مزيد التألق.