كان من سوء حظّي أن أكون سفيرًا للمملكة في كندا، مع بداية تولي حزب المحافظين السلطة في كندا، إذ تزامن عملي مع فوز ستيفن هاربر Stephen Harper لرئاسة الوزراء في كندا، بعد سيطرة كانت شبه كاملة للحزب الليبرالي قبل وصول هاربر وحزبه. *** اليوم، وبعد عشر سنوات من حكم المحافظين، يعود الحزب الليبرالي للحكم بعد فوز جستين برودو Justin Trudeau بمنصب رئيس الوزراء، اكتسح فيها السياسي الشاب، ابن أحد أشهر رؤساء وزراء كندا بيير ترودو Pierre Trudeau الانتخابات، وأحرز حزبه الأغلبية التي تؤهِّله لقيادة كندا الجديدة. *** الفرق كبير بين الحزبين في سياستهما الخارجية تجاه منطقتنا العربية، وهذا ما يهمنا من أمر الحكومة الكندية الجديدة. فللحزب الليبرالي إرث من العلاقات الجيدة مع العالم العربي فقدته كندا خلال حكم المحافظين، الذي أظهر انحيازًا تامًّا لإسرائيل. وتجاهل المسؤولون في الحزب رغبة السفراء العرب لإتمام لقاء مع رئيس الوزراء هاربر لاطلاعه على وجهة النظر العربية تجاه سياسة كندا الخارجية تجاه المشكلة الفلسطينية. *** أمّا السقطة الكبرى -في رأيي- فكانت خلال زيارة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن لكندا في 13 يوليو 2007، حيث افتقد الخطاب الذي ألقاه ستيفن هاربر للدبلوماسية، حين خرج عن النصِّ، وأقحم في خطابه الإشادة بإسرائيل كصديق مُقرّب لكندا في المنطقة، وبالحاضرين من الجالية اليهودية، دون مراعاة أنه يستقبل حاكمًا عربيًّا، أو بالحضور من السفراء العرب والجالية العربية.. وهو ما ترك أسوأ انطباع عندي نقلته كرأي شخصي لأحد كبار الدبلوماسيين الكنديين في وزارة الخارجية الكندية. لذا نأمل أن تعيد الحكومة الليبرالية القادمة التوازن المطلوب، والدور الكندي في منطقتنا الذي افتقده العالم. #نافذة: أعيدوا لنا كندا التي نعرفها.. Give us back our Canada. nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com
مشاركة :