خلال رحلتي الأخيرة قبل أيام لـ (مصـر) كان حَـيّـزاً من وقتي لزيارة (دار الأوبرا المصرية، وكذا سَـاقِـيَـة الصّــاوي). (الأولى) حكومية افتتحها الخديوي إسماعيل عام 1869م، وتمّ تجديدها بعد احتراقها عام 1971م، ولها فروع في المحافظات. وأما (الثانية) فمركز ثقافي أسسه عام 2003م محمد بن عبدالمنعم الصاوي، ليصبح من أكبر المراكز الثقافية بمصر التي تجمع مختلف الأجيال المتعطشة للعلم والمعرفة. وما يجمع بين (الأوبرا والـسّـاقـيـة) أنه رغم الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها البلاد هذه الأيام إلا أن جداولهما وقاعاتهما تنطق يومياً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى قبيل منتصف الليل بفعاليات ثقافية وأمسيات شعرية وندوات ودورات تدريبية يومية تجذب مختلف أطياف المجتمع حتى الصغار منه! ولعل مما يجذب الزوار لتلك المراكز الثقافية تنوع طرحها الذي يلبي حاجات المجتمع، ومكتباتها المفتوحة، وما تحويه من أماكن جلوس وترفيه، وكذا رسومها التي هي في متناول الجميع؛ فالاشتراك السنوي في سَـاقية الصاوي (60 جنيهاً)، أي ما يعادل (30 ريالاً تقريباً)!! وهنا بالعودة لوطننا نجد المراكز الثقافية وأنديتها الأدبية في سُـبَــات عميق صيفاً، أما باقي أيام العَـام فَـنُـعَــاس لا يخلو من تثاؤب، فهناك مجرد فعالية واحدة أسبوعياً في إحدى الليالي الهدف منها إثبات الحياة فقط!! فإذا أردنا إخراج أنديتنا الأدبية ومراكزنا الثقافية من عزلتها فلابد من إفساح المجال للقيادات الشابة الطموحة التي تمتلك الحيوية والقدرة على التواصل مع المجتمع، والوصول له بخطط وبرامج تتوافق مع لغته وإيقاع عصره. أيضاً من المهم فتح أبواب تلك الأندية والمراكز طوال العَـام وأيامه، ويمكن الإفادة من القطاع الخاص في تسويق بعض البرامج وفي استثمار المَـقَـرّات في إنشاء كَـافيهَـات تساهم في دعم الخزينة وفي جذب الشَّباب. أما إذا بقيت أنديتنا الثقافية على حالها، فمن الأولى إغلاقها، وتحويل ما يُصرف عليها لدعم (حَـافِــز أو سَـانِــد)، ولعلنا نضيف الأنشطة الثقافية للبلديات باعتبارها هي مَـن يتولى الآن إقامة بعض الفعاليات في الأعياد والإجازات! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :