نحن وإيران بعد اليوم (3/4) - هاشم عبده هاشم

  • 1/14/2016
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

•• لم تكتف إيران بصنع الأدوات والأعوان في المنطقة.. ولا بإنتاج المنظمات الإرهابية وتعهدها بالتدريب.. والتوجيه.. وإمدادهم بالعتاد والمال والخطط سواء من داخل إيران أو من خارجها.. وإنما سعت إلى التحالف الأخطر مع تنظيم القاعدة واستضافة العشرات من قادته ومجنديه.. وكذلك التواطؤ مع تنظيم داعش لتنفيذ مخططاتها التوسعية في كل من سورية والعراق ثم مع الجماعة الحوثية وعلي عبدالله صالح في اليمن للتمدد في أرجاء المنطقة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. والاكتفاء بالإنفاق على هذه الجماعات وإمدادها بالسلاح والعتاد وبالمال والخبراء لأنها أقل تكلفة من الدخول في حروب مباشرة مع دول وشعوب المنطقة.. وكشف أوراقها أمام الجميع. •• والاخطر من هذا هو ما تقوم به في تغذية النزعات الطائفية والمذهبية في كل مكان من هذا العالم وبصورة أوسع في لبنان وسورية والعراق واليمن.. وليبيا.. والصومال.. •• ومن المؤسف حقاً.. أن يكون تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية قد تم على مرأى ومسمع من العالم وإن تكشف لنا بصورة واضحة وفي أكثر من دولة وأولها مملكة البحرين.. ثم في دولة الكويت.. وفي المملكة أيضاً.. •• هذه الحقيقة لا بد وأن نعترف بها.. فما شهدته مملكة البحرين.. وما تشهده دولة الكويت وكذلك المملكة بين وقت وآخر من أعمال غير مسؤولة لأكبر دليل على أن إيران لا تتورع عن استثارة الطائفة الشيعية في كل بلد وتحرضها ضد دولها.. وإثارة الفتنة بينهم وبين مكونات الشعب الأخرى.. وهو العمل المقيت الذي ترفضه.. بل وتحرمه الأنظمة والقوانين الدولية.. وتُجرِّم كل دولة تقدم عليه أو تستخدمه كأداة ضغط على مجتمعاتهم.. إحداثا للقلاقل.. وخدمة لأهدافها الرامية إلى تحويل المواطنين الشيعة في كل بلد إلى عناصر ناقمة على أوطانها.. ومنسلخة عن هويتها الوطنية.. ومتصارعة مع أشقائها من العرب والمسلمين داخل الوطن الواحد.. ولولا وعي أبناء هذه الطائفة لكانت الكارثة أكبر وأعظم. •• تفعل هذا إيران لأنها تحاول أن تجعل من الفتن الداخلية وقوداً للصراعات المذهبية الحادة داخل الأوطان.. بهدف زعزعة الامن والاستقرار في الإقليم ودون رادع.. لأنها مقتنعة بأن تحقيق الاهداف العليا التي قامت عليها غير وارد إلا في ظل تأجيج المشاعر بين أبناء الوطن الواحد.. من أكراد.. وسنة.. وشيعة.. وغيرهم من أصحاب المذاهب والمكونات الأخرى.. ضد بعضهم البعض. •• وقد كشفت لنا التحقيقات التي أجرتها المملكة مع الكثير من المتورطين في اعمال التخريب ونشر الفوضى وقتل رجال الأمن عن أن إيران متورطة في تلك الأعمال الإجرامية.. وأنها استغلت البعض للقيام بتلك الأعمال.. كما اعتمدت على بعض العناصر المحسوبة عليها.. والمرتبطة بها فكرياً.. مثل "نمر باقر النمر" لشحن نفوس الصغار من المغرر بهم وتأليبهم على وطنهم وعلى حساب أمن وسلامة بلادهم بل وايواء الإرهابيين.. كما أثبتت التحقيقات معه ومع غيره والتي استمرت أكثر من (3) سنوات علاوة على المتابعة المبكرة لهم منذ وقت بعيد.. وذلك من خلال الخطب.. والتوجيهات والإرشادات.. ثم من خلال تبني توجهات الجماعات الإرهابية المنظمة.. وإعداد كوادر القتل والتدمير وإشاعة الفوضى في كل الأوقات.. أثبتت تورطهم في جرائم مخزية.. •• ونحمد الله سبحانه وتعالى أن تلك الأفعال الشائنة قد انحصرت في أضيق نطاق.. وان أثر (نمر النمر) لم يتجاوز بلدته الصغيرة التي تعرضت لعملية الشحن التي كان يقوم بها بصورة علنية أو مستترة.. وإلا فإن المنطقة الشرقية سواء في محافظة القطيف.. أو محافظة الأحساء.. أو في أي مكان آخر قد أثبتوا باستمرار أنهم مواطنون صالحون.. وأن عمليات الشحن والتحريض لم تترك فيهم أثراً يذكر.. إن هي لم تستوجب نقمتهم.. وعدم رضاهم على محاولات الإضرار بالوحدة الوطنية التي تستهدفها إيران وتعمل على اختراق اللحمة الوطنية غبر نشر ثقافتها وإشعار ابناء الطائفة الشيعية بأنها مسؤولة عنهم في كل مكان.. وأن ما تقوم به هو للدفاع عنهم.. زوراً وبهتاناً. •• لقد أدرك جميع الشيعة في الوطن العربي الآن أن إيران تستخدمهم كوقود لإضرام نيران حروب طائفية بينهم وبين إخوتهم داخل كل وطن.. وان ما تفعله يكشف عن دوافعهم الحقيقية.. وهي دوافع سياسية بحتة.. ولا علاقة لها بما تدعيه من الدفاع عن حقوق من أسمتهم بالمستضعفين.. •• لكل ذلك أقول.. •• إن المملكة لا تشعر بأي قلق من أي نوع كان مما تقوم به إيران من أعمال مرفوضة.. •• وإنها مطمئنة إلى أن أبناءها على أعلى درجات الولاء والانتماء الصادق لهذا الوطن العظيم.. سواء أكانوا من الشيعة أو السنة.. وقد ثبت في أكثر من مناسبة أن عقولهم وقلوبهم ونفوسهم مرتبطة ببلاد الحرمين.. وليس ب"قم" و"مشهد" وبالثقافة التي يحاول الإيرانيون غرسها فيهم لفرض وصايتها عليهم.. •• وإن المملكة لن تكتفي فقط بقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.. ولا بإرساء وتعزيز وترسيخ العلاقات مع سائر الدول العربية لإيقاف "البطر" الإيراني عند حده.. وإخراجها من المنطقة العربية بالكامل وتحجيم دورها.. وإن المملكة سوف تعمل مع شقيقاتها العربية والإسلامية والدول المحبة للأمن والسلم في العالم على إيقاف مغامرات إيران.. وعدم المضي معها في أي شكل من أشكال الشراكة على حساب المبادئ والقيم والانظمة والقوانين الدولية وذلك من خلال تحرك سريع ونشط لا يسمح لإيران بمواصلة اعتداءاتها على الدول وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لها.. وتضعها في مكانها الطبيعي كدولة من دول الإقليم بعيداً عن الاوهام التي زينت لها القيام بأدوار ليست مؤهلة لها أو قادرة على المضي فيها.. •• وسوف تكشف الفترة القادمة لإيران أن عليها بعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمراء أن تختار بين أن تكون واحدة من دول الإقليم الباحثة عن الأمن والسلام في المنطقة وأن تتعايش مع الجميع وتتوجه مع الكل نحو البناء، وتجنب حالة الانهيار الاقتصادي الشديدة التي أوشكت هي على الدخول فيها.. أو أن تمضي في سياساتها العدائية وتتحمل نتائج هذا الإصرار على السير في هذا الطريق الشائك وغير الآمن بل والمحفوف بالمخاطر أيضاً. ضمير مستتر: •• لا شيء يدمر الدول ويفني الشعوب أخطر من الغطرسة وإهدار الفرص الثمينة للبناء.

مشاركة :