نحن وإيران بعد اليوم 1-4 - هاشم عبده هاشم

  • 1/11/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

•• هناك (3) حقائق لا بد وأن نتوقف عندها طويلاً قبل أن نخوض في التوقعات الخاصة بمستقبل العلاقات السعودية/الإيرانية.. بعد قطع المملكة لهذه العلاقات الأسبوع الماضي.. هذه الحقائق المهمة هي: أولاً: إن التوجه العام لسياسات المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من الوضوح.. والقوة.. والمباشرة في التعامل مع القضايا الحساسة ولا سيما المتصلة منها بأمن المملكة وسلامتها.. وكذلك بأمن واستقرار الأمتين العربية والإسلامية لكن دولاً كثيرة ومنها إيران - على ما يبدو - لم تستوعب هذا التحول في السياسة السعودية القائمة على الحزم والعزم والفعل بعيداً عن سياسة الاحتواء.. والصبر.. والاستيعاب للآخر.. ثانياً: إن الداخل السعودي.. ومن ورائه الشعوب العربية والإسلامية ودولهم.. وكذلك دول أخرى في هذا العالم.. وجدت في تلك السياسة متنفساً للتعبير عن الذات.. والإحساس بالكرامة لأول مرة.. فتجاوبت سريعاً مع هذه التوجهات رغم معرفة الجميع بكلفتها العالية في البداية.. وان لم تغب عنهم مردودات هذه السياسة الإيجابية على المديين المتوسط والبعيد فكان التحالف الأول من أجل اليمن ممثلاً في "عاصفة الحزم" ثم التحالف الإسلامي للدفاع عن مقدرات الأمة.. ومن بعد التحالف مع تركيا كمنطلق لتحالف إقليمي أشد قوة وأكثر رسوخاً في المستقبل القريب والذي كان محل ارتياح الجميع.. وتماسك أشد بين أبناء المملكة العربية السعودية تمثل في الالتفاف حول الدولة القوية التي برزت على الساحة بمعطيات جديدة وملموسة.. ثالثاً: إن الدولة السعودية تمتلك من الإمكانات والخصائص.. ما يجعلها قادرة على التأثير في حياة دول وشعوب العالم.. وفي مقدمتهم الشعوب العربية والإسلامية.. وكذلك المسلمون في مختلف أرجاء الأرض.. بحكم المكانة الروحية التي اكتسبتها.. منذ أن انطلقت منها رسالة محمد بن عبدالله.. ووجدت فيها المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنوة.. وامتلكت بذلك زمام القيادة للأمة الإسلامية دون منازع.. ثم انها المصدر الأول والأهم في المخزون النفطي بعد الولايات المتحدة الأميركية وقبل روسيا الاتحادية وأن بيدها القرار لإدارة هذه الثروة بما يخدم الاقتصاد العالمي.. ويحميه من الانهيارات.. وهو ما جعلها إحدى أهم الدول في مجموعة العشرين.. نظراً لسياستها البترولية المتوازنة.. والإيجابية.. والبناءة. هاتان القوتان تمثلان مرتكزاً أساسياً لسياسة الملك سلمان بن عبدالعزيز للعودة بالمنطقة إلى نقطة التوازن التي افتقدتها منذ (5) سنوات وإيقاف مسلسل الانهيارات المتتالية لدول الإقليم ودفع الدول الأخرى لإعادة النظر في حساباتها وخططها في الإقليم سريعاً.. وبالذات بعد أن أثبتت المملكة للجميع أنها تملك بالفعل كل الأدوات الكفيلة بمنع حالة التشظي التي تعرضت لها المنطقة.. بفعل قيادتها الحكيمة لهذه الأمة المرتبطة ثقافياً.. وعاطفياً بالأماكن المقدسة الموجودة فيها.. وكذلك بفعل تعاملها الأمين مع كافة القضايا القومية على مدى التاريخ الطويل.. بالإضافة إلى متانة وضعها الاقتصادي وقدرته الفائقة على تحمل تكاليف المواجهة للأخطار والتحديات التي تتعرض لها المنطقة بشكل عام.. وهي تكلفة تظل أقل بكثير من تكلفة استشراء الفوضى في المنطقة بكل ما يترتب عليها من انهيار دولها واحدة بعد الأخرى وتحول شعوبها إلى مهجَّرين إلى مختلف فجاج الأرض أو "سبايا".. أو مواطنين من الدرجة العاشرة في أحسن الأحوال. •• هذه الحقائق الثلاث الهامة.. لم تستوعبها إيران الاستيعاب الأمثل فمضت في سياستها التي ترافقت مع تسلّم الخميني لمقاليد السلطة في إيران عام 1979م.. والقائمة على تصدير الثورة.. وتعميم أيدلوجية "ولاية الفقيه" على دول المنطقة والعالم.. بدءاً بالوطن العربي.. وبالدول الأفريقية.. ودول القارة الآسيوية.. وعبوراً إلى دول البلقان والدول الأوروبية وغيرها.. •• ومن المؤسف حقا.. أن هشاشة الوضع العربي.. وكذلك الوضع في دول أفريقية وآسيوية أخرى قد ساعد إيران على تحقيق بعض النجاح "الموقت".. وهذا ما جعلها تتمادى في مخططاتها.. ولا تستوعب المستجدات التي شهدتها أو تشهدها المنطقة.. ومنها التغير المؤثر في السياسة السعودية القائمة على مبدأ التصدي لعوامل التهديد التي تتعرض لها المنطقة.. •• وغداً نكمل. •• ضمير مستتر: •• (القوة الحقيقية تتمثل في توفر مصادر التأثير بيدك وليس في تصدير الأفكار والأيدلوجيات وحدها).

مشاركة :