نحن وإيران بعد اليوم (2/4) - هاشم عبده هاشم

  • 1/12/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

•• قلت يوم أمس.. •• إن إيران لم تستوعب التحول الكبير في السياسة السعودية بعد مجيء الملك سلمان إلى سدة الحكم.. أو أنها لم تكن قادرة على التوقف عن إكمال ما كانت قد بدأته منذ أسقط حكم الملالي النظام في طهران في العام 1979م.. لتصدير الثورة ونشر ثقافة الولي الفقيه بعد مجيء الخميني إلى قمة السلطة وقيام نظام معقد في إيران لإدارة شؤون الدولة الجديدة بعقلية استبدادية.. وفقيرة في أبسط مبادئ العمل السياسي مع كمية عالية من الغرور والشعور بالعظمة الوهمية للفكر الذي تأسس على الطائفية للسيطرة على الإقليم ومن ثم العالم.. •• وكان الخطأ الأكبر الذي ارتكبته إيران منذ بداية حكم الخميني هو أنها – في ظل نشوة التغيير وسيطرة الرغبة في اكتساح الجميع بعد ذلك – لم تدرس طبيعة وإمكانات الدولة الإيرانية من حيث الموقع الجغرافي أو من حيث القدرة الاقتصادية.. أو من حيث القابلية لدى الشعب الإيراني لإشباع رغباتها في السيطرة وفرض الهيمنة خارج حدودها بكل ما تتطلبه طموحات كهذه من إمكانات ضخمة.. وقبول تلقائي لدى الشعوب الأخرى للمبادئ التي تعمل على بثها وترسيخها. •• لذلك فإن إيران واجهت الكثير من المشكلات الاقتصادية الحادة التي تسببت فيها السياسات التي اعتمدتها في تنفيذ نهج تصدير الثورة.. وما ترتب على ذلك من الدخول في حرب السنوات الثماني مع العراق.. وتعاظم خسائرها البشرية والمادية في تلك الحرب.. ما دفعها إلى اعتماد سياسة إيجاد الأعوان والأتباع في المنطقة وفي غير المنطقة لتبني توجهاتها ونشر ثقافتها في المجتمعات الأخرى.. واكتفت بتأسيس الحرس الثوري للقمع في الداخل والتنسيق مع الأعوان في الخارج وإدارة حروبها مع الآخرين بالنيابة.. فكان (حزب الله) في لبنان هو النواة والأداة الأولى التي اعتمدت عليها للعمل من لبنان وفي خارج لبنان.. كما أخذت في اتباع سياسة نقل المرجعية الدينية من مدينة "النجف" بالعراق إلى مدينة "قم" الإيرانية وأخذت تستقطب الآلاف لاعتناق المبادئ الشيعية وبناء الكوادر القادرة على بث هذه الثقافة داخل أوطانهم العربية والإسلامية.. •• ليس هذا فحسب.. بل أخذت تتبنى برامج تدريب واسعة لكوادر عربية وإسلامية على أراضيها للقيام بأعمال إرهابية في أوطانهم.. وكانت حادثة الخبر عام (1996م) واحدة من أبرز الأعمال الإجرامية التي ذهب ضحيتها (19) قتيلاً و(386) جريحاً ومصاباً من أبناء المملكة ومن الخبراء الأميركان وبعض المقيمين لدينا. •• ولم يتوقف نشاطها في تصدير مبادئها إلى دول الإقليم على تلك الأعمال الإرهابية بل سعت إلى استغلال موسم الحج ابتداء من عام 1986 بتهريب مواد شديدة الانفجار إلى مكة مع بعض الحجاج الإيرانيين، ثم بتنظيم مظاهرات وشغب ووفاة مئات الحجاج عام 1987م وكذلك التسبب في تفجيرين في أحد الجسور المؤدية للحرم عام 1989 والتسبب في قتل العشرات في جسر المعيصم عام 1990م. كل ذلك حدث بهدف إثارة الشغب بين الحجاج.. وإشعال الفتنة بين أبناء الأمة.. وعرَّضت الشعيرة الإسلامية وأرواح المسلمين في المشاعر لأخطار شديدة.. •• لكن المملكة كانت شديدة في التعامل مع الإيرانيين في هذا الشأن.. ولم تمكنهم من الاستمرار في عبثهم ذاك رغم محاولاتهم المتكررة للتشويش على الحجاج المسلمين والإضرار بأمنهم وسلامتهم.. والتي كان آخرها ما وقع في حج العام الماضي 2015م عندما افتعلت أعداد كبيرة من الحجاج الإيرانيين حادثة الارتداد المفاجئ التي وقعت في مشعر منى بتاريخ 10/12/1436ه وذهب ضحيتها (717) متوفى وتعرض بسببها (934) حاجاً للإصابة.. وهي الحادثة التي أظهرت لنا مدى إصرار النظام الإيراني على المضي في سياساته العدوانية ضد هذه البلاد بصورة أكثر تحديداً.. وضد كل الشعوب العربية والإسلامية بصورة عامة.. وهي السياسة الهادفة إلى إضعاف الجميع.. والهيمنة على كافة دول المنطقة وتغيير هوية وثقافة شعوبها. ضمير مستتر: •• الطغاة يستمرئون الجريمة لأنهم يعتقدون أنها توصلهم إلى تحقيق الأهداف المستحيلة بأقل كلفة..

مشاركة :