متابعة ورصد: علي الباشا انتهى القسم الأول لدوري الدرجة الثانية لكرة القدم (الظل) وسارع غزال البحرين «الخُطى» في انطلاقته بالصدارة؛ موسعا الفارق مع أقرب منافسيه إلى اربع نقاط، أملا في العودة إلى مكانه الطبيعي في مصاف الأندية الممتازة بعد فترة غيابٍ طال أمدها، ووصل برصيده إلى 21 نقطة من أصل 27 هي نقاط القسم الأول، وظلّت آمال سبعة أندية أخرى قائمة في المنافسة على المراكز الأولى؛ بعد أن أعاد «الاتفاق» التوازن للمقدمة أملا في تحقيق ما لم يستطعهُ الموسم الفائت، وهو يأتي خلف الشباب الطامحُ للصعود، بينما علامات الاستفهام تُحيط بالمالكية الذي كان المرشح الأول قبل بداية الدوري! الجولة الأخيرة حملت مباريات مفتوحة، شهدت تسجيل (24) هدفا، وهي نسبةٌ تقترب كثيرا من الخمسة أهداف في المباراة، وتُعدُّ حالة جيدة تؤكد على تخلي الفرق عن حلات الدفاع المعقّدة إلى الهجوم المفتوح، فلم يكُن غريبا أن تشهد مباراة الاتفاق وسترة ستة أهداف، وخمسةً في لقاء البحرين ومدينة عيسى، ومثلها بين الشباب والمالكية وأربعةً بين التضامن والبسيتين وهو الوحيد الذي انتهى بالتعادل، وثلاثة في لقاء الاتحاد وقلالي؛ والفوز كان من نصيب فرق الاتحاد والاتفاق والبحرين والشباب. والنقاط بعد نهاية الجولة التاسعة؛ والتي انتهى عليها القسم الأول هي على النحو التالي: البحرين (21) – الشباب (17) – الاتفاق (16) - المالكية (14) – الاتحاد (14) – مدينة عيسى (12) – قلالي (10) - سترة (9) – البسيتين (6) - التضامن (2)؛ ويُلاحظ من مسار النقاط أن المنافسة قريبة بين غالبية الأندية، وفوارق النقاط قليلة جدا، لدرجة أن بفوزين أو بفوز وتعادل لفريق يُمكن أن تُغير من مواقع الترتيب، فالعملية أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية، وبمثل ما كانت في مختلف الجولات في القسم الأول، ستكرر في القسم الثاني، وبالذات في ظل رغبة الفرق على تسجيل النتائج التنافسية ودعم فرقها بلاعبين جدد؛ إن محليين أو محترفين. وقد حملت لنا مباريات الجولة التاسعة والأخيرة من القسم الأول؛ شيء من الاثارة، فمثلا مباراة المالكية والبحرين كانت واحدة من أقوى المباريات، والتكافؤ كان عنوانا لها، وهي في النهاية انتهت لمصلحة البحرين؛ والذي يبدو أنّه يعمل على شقين وهما بناء الفريق وأيضا المنافسة على الصعود؛ كون الفريق يعتمد على مجموعة من الشباب، وهذا بحسب الأهداف المُعلنة مسبقا، وبالتالي هو لا يُريد تكبيل نفسهُ بالديون، فكان واقعيّا بمحترفيه، والمباراة يُمكن اعتبارها ماراثونية من حيث مسارها الذي بدأه الشباب متقدما وتمكّن المالكية من اللحاق به، ولكن في النهاية دانت النتيجة للأشطر وهو الشباب، بينما ذهب المالكية ليندب حظه ويتوقف رصيده على (14)، ورغم وُفرة اللاعبين الشباب بيد مدربه سيد حسن فأعتقد أن الحظ حتى اللحظة يُجانبه! والفوز الأكبر في الجولة هو للبحرين (المتصدر) على حساب مدينة عيسى (المتذبذب) في نتائجه، فكان الفوز من نصيب البحرين بأربعة لهدف، وأيضا الأفضلية للفائز على مدار الشوطين، ويبدو أن الانسجام والتجانس على البحرين في الجولات الأربع المتتالية؛ تقربه من تحقيق الأهداف المُعلنة من قبل المدرب المغربي (رشيد غفلاوي)، والمحددة سلفا بالصعود؛ فالبحرين مكانه الطبيعي في الممتاز، وهو برأيي يقترب من هذه العودة، بينما مدينة عيسى يظهر بمستوى غير مقنع (تارة فوق وتارة تحت!). ومباراة الاتفاق وسترة فيها نوع من الاثارة، ولكن الأفضلية والشطارة لفريق الاتفاق الذي استغل سوء حالة دفاع سترة وحارسه، فصار يعتمد على الكرات الطويلة لمهاجميه الذي غاب عنه في هذا اللقاء هدافه (اسانتي) بداعي الكورونا، وأعتقد لو أنه وظّف خط النصف جيدا لزات غلته من الأهداف، فالفريق اعتمد أساسا على الكرات الطويلة من عمق الدفاع الستراوي (المهزوز) وحراسته (الضعيفة)، وهو (الاتفاق) يحتاج إلى توظيف امكانات لاعبيه بشكل أفضل، باعتباره الفريق الذي غالبية لاعبيه إن لم يكن جميعهم من المحترفين، وهو أكثر فريق غيّر جلدته من اللاعبين خلال القسم الأول، ولا يمنعهُ اقامة التدريبات على فترتين للرفع من نسقه البدني واللياقي، وبالذات أن هدفه المحدد هو الصعود؛ ورُبما أكثر الفرق المرشحة لذلك، بينما قلنا أن معاناة سترة هي في دفاعه وحراسته وتسببا في خروجه خاسرا، وإذا كان الاتفاق باستطاعته أن يضرب الصدارة متى عزز صفوفه؛ فإن سترة اذا اضاف بعض اللاعبين فحتما سيدخل المنافسة. فوزٌ بالجديد وفي أول لقاء بمدربه الجديد (الدخيل) تمكّن الاتحاد من الفوز على قلالي بهدفين لهدف، ويُنعش آماله للقسم الثاني مادامت رغبته في المنافسة، بينما قلالي الذي يلعب من دون ضغوطات بقيادة موسى القطان؛ يهدف للبناء، ومع ذلك نتائجه مقبولة قياسا بإمكاناته وحيث لا يرغب أن يكبل نفسه بالديون. وفي لقاء البسيتين والتضامن يتضح من خلال النتيجة التوازن بين الطرفين، وأحسن الكابتن البقري استغلال امكانات طلال النعّار الهجومية، كما أن التحسن واضح في أداء التضامن مع الكابتن سيد حسن شبر ولكن الحاجة ملحة لتدعيم الفريق بلاعبين أصحاب خبرة للمساهمة في توازنه. أفضل فرق القسم الأول لا يختلف إثنان بأنّ البحرين أفضل الفرق حتى الآن وبالذات في مبارياته الخمس الأخيرة، لثبات مستواه، وأيضا الاستراتيجية التي يؤدي بها مبارياته؛ بما يجعله أقوى المرشحين، يلعب بأهداف محددة سلفا، وتتمثل في الصعود، وبالتالي فإن رباعيته في مدينة عيسى تؤكد على أنه بدأ يكتسب ثقافة المباريات، كما أن الشباب أيضا من الفرق المتميّزة ويكفي أنه الفريق الوحيد الذي لم يخسر. أفضل المدربين * قياسا للمتابعة فإنه يُمكن وضع المدرب المغربي رشيد غفلاوي مدرب نادي البحرين هو أفضل المدربين؛ قياسا للنتائج وأيضا للثبات في المستوى، وحسن توظيفه للاعبيه. ضحايا القسم الأول: دفع اربعة من المدربين ضريبة تذبذب مستويات فرقهم، وحيث تمت عملية استبدالهم بآخرين أملا في تغيير وضعية الفرق؛ فكان الكابتن صلاح راشد هو الضحية الأولى حيث أعفي من تدريب التضامن وحلّ مكانه الكابتن سيد حسن شبر، وفي سترة حلّ المدرب مرجان عيد بديلا للمدرب العربي الجزائري، وفي البسيتين حلّ المدرب المصري سعد البقري بديلا للكابتن نادر العوضي، وأخيرا في الاتحاد حلّ الكابتن منعم الدخيل كبديل للكابتن محمد المقله. الهدّافون يتصدر قائمة الهدافين اللاعبان فيكتوري (الاتحاد) وديمبا (الشباب) ولكل منهما (7) أهداف، ويليهما برصيد (6) أهداف كل من جوزيف ايمانويل (المالكية) وطلال النعّار (البسيتين)، ثم يأتي ثلاثة لاعبين برصيد (5) اهداف وهم: حسن مدن (الشباب) واسانتي (الاتفاق) وبريتو (البحرين). لقطات من القسم الأول تمّ تسجيل (132) هدفا في القسم الأول، وأكثر الفرق تسجيلا هما الاتفاق والشباب (19) هدفا لكل منهما، وأكثرها استقبالا هو التضامن (32) هدفا، وأقل الفرق تسجيلا للأهداف هو البسيتين (8)، وأقلها استقبالا للأهداف هو البحرين (6)، وأكثر الفرق فوزا هو البحرين (7)، واقلها التضامن (بدون فوز)، وأكثر الفرق خسارة هو التضامن (7)، وأقلها خسارة هو الاتفاق (1)، وأكثر الفرق تعادلا هو الشباب (5)، وأقلها كل من المالكية، الاتحاد، والتضامن (2). الكابتن محمد سلمان مساعد مدرب الاتفاق قال الكابتن محمد سلمان إن دوري الدرجة الثانية عبارة عن كتاب مفتوح والمنافسة فيه مفتوحة وتختلف عن الدرجة الأولى، لأن المستويات متقاربة، وعدم وجود النتائج الفارقة، وكون كل الفرق تعجُّ بالمحترفين، وامكانية كل فريق قائمة للفوز على الآخر، ولذا لا يُمكن التكهن بالنتائج، لأن الفرق تلعب على جزئيات صغيرة، ولا يُمكن أن يكون هناك فريق يُمكن أن تعده كفريق ضعيف؛ حتى التضامن مع الكابتن سيد حسن شبر بدأ يتغير أداؤه، قد تكون النتائج لم تخدمه، ولكنه لم يعُد صيدا سهلا. وقال محمد سلمان إن صراع المقدمة لم ينتهِ، بل على العكس هو للتو قد بدأ، رغم أن البحرين ترك بينه وبين الآخرين مسافة ولكن الصراع سيكون على اشده لأن الشباب والاتفاق والمالكية والاتحاد والقريبين منهم؛ يمكنهم الدخول في المنافسة، ففريق الاتفاق بعد أن أبعد عنه الأنظار بدأ يفوز. وأضاف إن الدور الثاني صعب لكل الفرق، وبالذات مع تقارب النتائج، وربما كانت أندية تأثرت بالاصابات، ولكن حاليّا الكل كشف أوراقه، والفترة المقبلة تحتاج لهدوء أعضاب. ولفت محمد سلمان بأن المشكلة التي تعترض أندية الدرجة الثانية تتمثل في الملاعب، فمعظمها يتدرب على ملاعب غير صالحة للتدريب، والاختلاف واضح بينها وبين الملاعب العشبية التي تُقام عليها المباريات، طبعا باستثناء أندية الشباب وسترة والمالكية والبحرين والبسيتين التي تمتلك ملاعب عشبية.
مشاركة :