عندما نقف عاجزين أمام تحدٍّ؛ نحن بين أمرين: إمّا أن نحزم أمرنا ونعاود الكرَّة، مرّة تلو المرّة، وهذا هو الأصل، وإمّا أن نتقاعس، ونترك الساحة، وننسحب بمبررات ترضي ضمائرنا المعذّبة، بقولنا: الفساد جزءٌ من واقع التنمية. أفصح البنك السعودي للتسليف والادّخار عن آخر إحصائيات حساب إبراء الذمّة لشهر نوفمبر 2013، حيث بلغ مجموع إيداعاته (1.286.665) ريالاً وبواقع (492) عملية إيداع. صرّح بذلك المتحدث الرسمي للبنك، يُبشّرنا أن ضمائر الناس يقظة، لو عدنا للرقم المعلن، مليون ريال، لا يُشكِّل سوى قطرة في بحر، إذ تم تقدير المبالغ المفقودة في تقرير ديوان المراقبة العامة الذي يناقشه مجلس الشورى، بقيمة 109 مليارات ريال، ومع ذلك المتحدث الرسمي سعيد لإعلان الخبر، حتى لو كان المبلغ المُعاد لا يتجاوز 2000 ريال، من كل مودع استيقظ ضميره فجأة. الصورة الأخرى، هي تبرير وجود الفساد، بأنه غير مقصود، إذ لم يهدأ الرأي العام من طرفة رئيس غرفة الرياض، قبل أسبوع، بقوله إن الفساد المحلي مستورد من الخارج، حتى أعلن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» مؤخرًا، تصريحين محبطين آخرين، وذلك عقب الندوة التي نظمها معهد الإدارة العامّة بالمشاركة بعنوان: (واقع الفساد الإداري في المملكة وجهود التغلّب عليه) في الرياض، التصريح الأول قال فيه: إن ممارسات الرشوة، واستغلال السلطة، والتصرّف بالمال العام أوجه فساد، ولكنه فساد (غير مقصود)، يقول لأنه ناتج عن التقصير في المتابعة ومراقبة الخدمات والمشروعات من قبل المسؤولين في الجهات الحكومية والمنفذين، إضافة إلى الاستشاريين، مشيرًا إلى أن ذلك يُعدُّ إهمالاً لا يندرج ضمن مفهوم الفساد. والتصريح الثاني، في نفس الندوة، أكد رئيس نزاهة أن الفساد ليس له تأثير واقعي واضح في المملكة، موضحًا أنه لم يُؤثِّر في عملية التنمية والاقتصاد، وإقامة المشروعات، مؤكدًا عدم تأثُّر الاقتصاد السعودي بالفساد. بقية للحوار: إذا لم نكن قادرين على مكافحة الفساد، وكبح جماحه، فعلى الأقل يجب ألا نُبرِّر وجوده. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :