نشرت «نزاهة» مشكورة في موقعها الإلكتروني نتائج دراسة إحصائية حديثة أجرتها على قضايا الفساد التي وصلت إليها، أفضل أن أسميها دراسة لتشريح الفساد . الفساد موجود، وفق تصريحات ولي ولي العهد في مقابلته الشهيرة مع تركي الدخيل، حيث قال : لو أن الملك وولي عهد كانا راضيين عن الوضع لما تغير رئيس نزاهة قبل عام، والفساد موجود هنا، وفي كل العالم، ولكننا بحاجة لتحييده وتضييق الخناق عليه. دراسة نزاهة، من باب التضييق عليه، لكي نفهم طبيعته، حتى يسهل علينا مكافحته، وخلصت الدراسة الى أن هناك تسعة أسباب للفساد ، أولها ضعف الوازع الديني، ثم تتدرج إلى ضعف أداء الجهات الرقابية والقضائية، ثم التساهل في تطبيق العقوبات النظامية، ثم وجود أنظمة إدارية معقدة، ثم غياب الشفافية، ثم انخفاض الأجور، ثم الرغبة في تسريع الحصول على الخدمات، ثم صعوبة الإبلاغ عن الفساد، ثم القبول الاجتماعي لبعض مظاهر الفساد. مع إحترامي وتقديري للدراسة وواضعيها والجهة المشرفة عليها، إلا أن الأسباب التسعة أعلاه، يمكن إعادة تصنيفها إلى جزءين، الأول أسباب لانملك مفاتحها، وهي متروكة للتربية، والوعي، والثقافة، ولكن الجزء الآخر، وهو التطبيقي، يتعلق بمسؤوليات الهيئة، وواجباتها، وأدق المهام المنوطة بها، والتي تُسأل عن تنفيذها. الجزء الأول يشمل ضعف الوازع الديني، وانخفاض الأجور، والرغبة في تسريع الخدمات، والقبول الاجتماعي، لكن البقية هي التي من أجل مكافحتها تم إنشاء الهيئة، وأخشى ما أخشاه أن دمج الدراسة لكل هذه الأسباب التسعة، مجرد محاولة لتذويب مسؤوليات الهيئة، عن طريق تعليق عجزها، على شماعة الوازع والمجتمع. #القيادة_نتائج_لا_أقوال تقول العالمة ماري كوري: لاشيء نخشاه في الحياة، فقط نحن بحاجة لأن نفهمه أكثر، وكلما فهمناه أكثر، كلما قلّت خشيتنا له.
مشاركة :