أحيانًا يكون الاعتذار أبلغ احتجاج، وأحيانًا تستطيع التعبير عن الامتعاض برفضك المشاركة، وأحيانًا يعتقد البعض أنها سلبية للابتعاد عن هموم العالم، ولكن عندما تكون لديك اعتراضات ومآخذ تتعلق بقضاياك الحيوية، يصبح من الصعوبة بمكان قبولك الاشتراك في منظومة تُشجِّع على الظلم، فيكون وقتئذٍ من الأفضل لك أن تعتذر. اعتذرت المملكة عن عضوية مجلس الأمن، وأرجعت سبب ذلك الاعتذار إلى فشل مجلس الأمن في أربعة قضايا حيوية، الأولى عجزه عن حل قضية فلسطين، والثانية فشله في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، لأن إسرائيل لم توقع على معاهد حظر الأسلحة النووية، وثالثًا عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي؛ أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية، كما هو الحاصل في إيران، والرابعة، السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع؛ وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة، وبناءً على ذلك فإن المملكة تعلن اعتذارها عن قبول عضوية مجلس الأمن حتى يتم إصلاحه وتمكينه فعليًّا وعمليًّا من أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. يتكون المجلس من خمسة أعضاء دائمين، ولهم حق النقض (حق الفيتو) وهم: الاتحاد الروسي، الصين، فرنسا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، ويعود سبب حصولهم على المقاعد الدائمة لانتصاراتهم التي تحققت في الحرب العالمية الثانية، وعشرة أعضاء غير دائمين، لمدة سنتين يتم تبديل خمسة أعضاء كل سنة، ويتم اختيار الأعضاء غير الدائمين من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين، وتتم الموافقة عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. في السنوات الأخيرة، ظهر ضعف وتفكك مجلس الأمن، بسبب صراع القوى الخمس الكبرى، أو عودة ما يُسمَّى بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة، وروسيا، وهم من يملكون حق النقض، وأصبحت السياسة الخارجية تنحاز لمصالح هذه القوى الخمس، دون الدفاع عن حقوق الدول المغلوب على أمرها، أو إحقاق الأمن والسلام في العالم. بقية للحوار: رفض المملكة لعضوية مجلس الأمن، رسالة مؤثرة للمجلس، وللقوى العظمى، ومؤشر قوي أن العالم لم يعد يتحمل تخلي المجلس عن دوره القيادي في العالم، وأن الوقت قد حان ليستمعوا إلى وجهات نظر توقظهم من الغفلة. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :