صدق مجلس الشورى في وعده، وصدق في الانتهاء من رسوم الأراضي البيضاء في موعد شهر واحد، منذ أن تسلّمها من مجلس الوزراء، وبذلك يفتح صفحة بيضاء في سجله لتجاوز البيروقراطية، والروتين، والتأخير غير المُبرَّر، للمُعاملات الواردة إليه، والأنظمة المطروحة للمناقشة والتحليل، والخروج من المجلس بصيغتها الأخيرة. متوسط دراسة الأنظمة في مجلس الشورى يتراوح بين ستة أشهر، وتمتد حتى عامين، للأنظمة الطويلة المُعقَّدة، مثل أنظمة الرهن العقاري، ونظام الزكاة والدخل، كما أن طبيعة عمل اللجان المتخصصة، وعمل اللجنة العامة، وجلسات المجلس التي تُعقد فقط مرتين، كل أسبوع، وضغط المواضيع الواردة للمجلس، تجعل مثل هذه الفترات الطويلة سمة ظاهرة في طبيعة عمل المجلس، ولكن إنجاز نظام رسوم الأراضي البيضاء في فترة قياسية، دليل، أنه يمكن للمجلس إعادة الهيكل التنظيمي فيه، ليتماشى مع إيقاعات العصر السريع. طول مدة دراسة الأنظمة ليس في صالح المجلس، فبعض الأنظمة المعمول بها الآن في بعض الأجهزة الحكومية قديم؟ ويجب على مجلس الشورى أن يُحدِّد أولوياته في كل عام ويعلنها، ومتوسط عدد الأنظمة التي سيُنجزها، وما لم نعلم بأهداف مجلس الشورى مُسبقاً، فمن الصعوبة بمكان أن نحكم عليه في نهاية العام، أو نهاية الدورة. بعد ربع قرن، من عمل المجلس، فإن إعادة الهيكلة، أمر مطلوب، فالتجارب التراكمية، تدل أن المجلس يستطيع أن يُقدِّم الأفضل، وأن يعيد النظر في طبيعة عمله من الداخل، خصوصا أن دخول المرأة للمجلس للمرة الأولى في الدورة الحالية، يعكس دور المرأة الإيجابي، ومشاركتها الفعالة، لما يُعرف عن المرأة السعودية من نشاط كبير وحماس في الإنجاز. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الكاتب والمفكر الأمريكي جون ماكسويل: المتشائم يشتكي العواصف، والمتفائل يتوقع أن تنجلي، والقيادي يُعدِّل دفة مركبه لتبحر بقوة الريح.
مشاركة :