من جد وجد | محمد بشير كردي

  • 12/25/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لقد سارت المرأة السعوديَّة على درب مشاركتها الشأن العام، وقد وصلته بفضلٍ من الله، ومن ثمَّ بحكمة القيادة الرشيدة، التي على رأسها اليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بعد مشوارٍ طويل درجت أولى خطواته منذ أن كانت طفلة التحقت بمدارس تعليم البنات، التي تبنَّاها المغفور له فيصلنا العظيم، بحكمته، وبُعد نظره. وتواصلت مسيرة تعليمها في مراحله كافَّة، متفِّوقة على أقرانها من الشباب، فاستحقَّت بجدارة دخولها اليوم المجالس البلديَّة، وفي مجلس الشورى من قبل، وها هنَّ اليوم رائدات في مجتمع المال والأعمال، وفي غرف التجارة والصناعة، ولهنَّ وجود مميَّز في مجالات التعليم والتطبيب والصيدلة والهندسة وإدارة الأعمال، وفي المحافل الدوليَّة؛ مديرات وممثِّلات لكبار موظَّفي العالم بمن فيهم الأمين العام للأمم المتَّحدة. أخصُّ منهنَّ بالذكر مع التقدير الدكتورة ثريَّا أحمد عبيد؛ أوَّل عربيَّة سعوديَّة ترأس صندوق الأمم المتَّحدة للسكَّان، ومنصب الأمين العام المساعد للأمم المتَّحدة، بعد شغلها مناصب رفيعة في الأمم المتَّحدة. ورئاسة لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى حاليًّا. فتكون بذلك أوَّل سعوديَّة تدير أعمال لجنةٍ في مجلس الشورى. وهناك العديد منهنَّ اللواتي تفوَّقن في مجال تخصُّصهنَّ ممَّا يؤهُّلنَّ للترشُّح لجائزة نوبل العالميَّة كالدكتورة البروفيسورة حياة سندي التي اختيرت مؤخًّرًا من بين أفضل خمسة عشر عالمًا، ينتظر أن يُحدثوا ثورة علميَّة كونيَّة بأبحاثهم ومبتكراتهم في شتَّى المحالات. ولا تغيب عن الذاكرة الدكتورة البروفيسورة غادة المطيري، التي تترأس مركز أبحاث بجامعة كاليفورنيا، ونالت أرفع جائزة للبحث العلمي في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، على اختراعها تقنية بديلة للجراحة في علاج بعض الأورام السرطانيَّة. والدكتورة هويدا القثامي؛ الاستشاريَّة الأولى لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم من بين خمسين شخصيَّة في مجال تفوُّقها، والحاصلة على وسام الملك فيصل، إضافة إلى العديد من السعوديَّات اللواتي وصلن إلى درجة رفيعة في الطبَّ والعلوم والإدارة، كالأستاذات: ثريَّا التركي، وإيمان المطيري، وفاتن خورشيد، والأميرة مشاعل بنت محمَّد آل سعود، وغيرهنَّ كثيرات يزددن عددًا بفضل برنامج الملك عبدالله للابتعاث الداخلي والخارجي، الذي وفَّر لهنَّ فرصة نهل العلم والمعرفة من أرقى جامعات العالم. لقد انطلق قطار مشاركة المرأة للرجل، والأمل في حكمة ملكنا المفدَّى، ودرايته لتولِّي المرأة السعوديَّة المزيد من المراكز القياديَّة والتنمويَّة لتزداد مشاركتها في الشأن العام، فهي الأمُّ والزوجة، والبنت والأخت، ولديها من خبرة التعامل، وغريزة العطف والحنان والرعاية ما يُمكِّنها من تصحيح مسار الأجيال الشابة، ومعالجة الكثير من مشكلات الأسرة والمجتمع، ووضع شباب الأمَّة -بصفتها الأم- على المسار الصحيح، لتلحق بركب الحضارة، وتساهم في إسعاد البشريَّة.

مشاركة :