جمعية الوداد تتساءل: هل نحن مجتمع مسلم؟ - هاشم عبده هاشم

  • 4/17/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

•• شعرت بشيء من الحزن والألم.. وأنا أقرأ حديث رئيس جمعية الوداد الخيرية لرعاية فاقدي الرعاية الأبوية المهندس حسين بحري لصحيفة عكاظ مؤخراً عن تخلي المجتمع بكامله عنهم.. وعدم تقديم العون لهم للمضي في تحقيق الأهداف المرجوة من إقامة هذه الجمعية الفريدة في بلادنا.. وربما في الكثير من دول العالم أيضاً.. •• ولمن لا يعرفون شيئاً عن الجمعية.. فإنني أحيلهم إلى ما قاله المهندس بحري.. بأنها تختص بمجهولي الأبوين.. وتحديداً من تقل أعمارهم عن سنتين.. •• جمعية بمثل هذه القيمة الأخلاقية.. والإنسانية.. والنبل.. لا يمكن أن نتركها وحيدة.. تواجه مصيراً محتوماً لجمعيات خيرية أخرى بالرغم من عظم الأهداف التي قامت عليها هذه الجمعية.. لمعالجة اختلالات اجتماعية ليس هذا مكان الحديث عنها.. •• والمؤلم أكثر من هذا.. أن هذه الجمعية "العالمية" في أغراضها تجد قبولاً.. وترحيباً.. ومؤازرة في دول أخرى.. مثل مصر العربية والسودان.. وإندونيسيا.. ولا تجده منا.. ولذلك بدأت في العمل على إيجاد فروع فيها لتقديم نفس الخدمات إلى أطفالها من مجهولي الأبوين.. •• ليس هذا فحسب.. بل إن "جمعية الوداد الخيرية" هذه قد اختارت "سويسرا" لإقامة مركزها الدولي.. وفرغت من إعداد نظام تأسيس الجمعية هناك.. كما تم اختيار أعضاء اللجنة الأفاضل من (8) أشخاص.. جزاهم الله خيراً.. وأعانهم.. ووفقهم فيما يسعون إليه.. •• هذه الجمعية التي ولدت في أشرف البقاع وأطهرها في كل الدنيا.. مكة المكرمة.. بإمكاناتها المحدودة.. وبالاعتماد على بعض الخيّرين.. ومنشئها المهندس "بحري" وإمكاناته الفردية.. تدعونا للتساؤل.. •• أين وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لدينا؟ •• وأين وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف؟! •• بل أين كل وزارات الدولة المعنية وغير المعنية منها؟ •• ثم.. أين دور البنوك.. والشركات.. وأصحاب الملايين من عمل عظيم كهذا.. كان يجب أن يتسارع الجميع لتقديم العون له بسخاء منقطع النظير..؟ •• وحتى مؤسسات المجتمع المدني لم تفعل لعمل إنساني كبير كهذا ما يستحقه.. لأعلى مستوى السعي.. والتحرك.. والتذكير بواجب الجميع تجاهه.. ولأعلى المستوى المادي أيضاً؟ •• إننا نتحدث هنا عن مجتمع إسلامي قام أساساً على القيم الإنسانية والأخلاقية.. •• لكننا بدلاً من أن نجد يد كل واحد فينا تمتد لمساعدة جمعية كهذه تمنح الحياة لمن افتقدوها.. فإننا نجد من يغذي الرذيلة.. والانحراف.. وإشاعة الظلام.. والقتل فيه وفي خارجه.. ويتستر على من يقدمون على الفاحشة ثم يقذفون بأطفال أبرياء في المساجد.. والشوارع.. صباح مساء.. فإلى أين نحن سائرون ومتجهون؟ •• إن تغييراً جذرياً مطلوباً ليس في توجيه أموالنا.. وصدقاتنا.. ومدخراتنا فحسب.. وإنما في مفاهيمنا.. وأولوياتنا.. وعطايانا.. •• ولا يليق ببلد فيه كل هذه الأموال الهائلة.. لا يتذكر فيه القادرون هذه الفئة المستحقة لوقفتنا.. تجسيداً لمفاهيم الإسلام الحقيقية وقيمه العليا.. •• إننا بحاجة ماسة إلى تحرك قوي.. وواسع.. وسريع لاحتضان هذه الجمعية بقوة وتمكينها من أداء واجباتها على مستوى المملكة.. جنباً إلى جنب عملنا على معالجة الظاهرة التي تكبر وتتضخم في بلادنا.. والله المستعان. *** •• ضمير مستتر: •• (عندما تختل القيم والموازين.. فإن المجتمعات تصبح مرشحة للانهيار مع كل أسف..)

مشاركة :