لا يمكن فصل الاقتصاد عن السياسة، ومؤخرا، تحوَّل البترول ليكون أداة لحرب نفسية مُؤثِّرة في اقتصاديات الدول النامية، وكأنَّ العالم الأول، الذي لا يستغني عن النفط، يُصفِّي حساباته مع تلك الدول، حيث تتسابق صُحفهم لنقل أخبار انخفاض أسعار النفط، حتى نزل تحت حاجز الثلاثين دولاراً للبرميل، ويتحدّثون أنه لن يتوقف حتى عشرين دولاراً للبرميل. تناقُل أخبار انخفاض أسعار النفط، حربٌ نفسية، يُقصد منها أمرين: الأوّل أن الانخفاض لأسعار النفط شيء شكلي، يُقصد منه الحصول على مكاسب اقتصادية بشراء مادة حيوية ثمينة ناضبة، مثل النفط، بأبخس الأثمان، حتى أقل من الماء، وثانياً أن التلاعب بالأسعار لعبة سياسية تُؤثِّر على اقتصاديات الدول المُصدِّرة، وتجعل كثيراً منها في حاجة دائمة إلى معونة الدول الكبرى. تعلَّمنا في الاقتصاد، أن السلع الناضبة ثمينة، ولا يُمكن لأحد أن يُقلِّب الموازين الاقتصادية، ويقولون: إن الانخفاض سوف يستمر إلى الأبد، لأن النفط نفسه غير مُتجدِّد، ويُوصَف بأنه الذهب الأسود، وما يُستهلك منه لن يعود، وتكلفة استخراجه وتكريره، لا تتساوى بحالٍ مع الأحوال، مع قيمة بيعه اليوم، يعني اقتصاديًّا المعادلة غير متزنة، ولا أساس لها من الصحة. يمكن أن نفهم أن انخفاض أسعار البن، والموز، والكاكاو، والرز، والسكر، على اعتبار أنها سلع زراعية، إذا زاد فيها الإنتاج عن الحاجة تنخفض تلقائيًّا وفق قانون العرض والطلب، ولأنها متجددة، تُنتج مرة أخرى بعد أشهر معدودة، وتتراكم كميتها، ويصعب استهلاكها، لكن النفط سلعة ثمينة، تستغرق عُمر البشرية كاملا، في دورة إنتاجها، ولازال هو المصدر الأول للطاقة، وحتى السيارات الكهربائية تُشحن بكهرباء تُنتج بالنفط. #القيادة_نتائج_لا_أقوال تقول المليارديرة سارة بلاكلي: جزى الله أبي خيراً، كان يسألنا على الغداء ما هي الأخبار السيئة؟ ثم يرصد الإيجابيات فيها، ويستخرجها لنا لنطمئن.
مشاركة :