مسعود الحمداني samawat2004@live.com دعونا ندخل العام الجديد بثوب الأمل، والتفاؤل، نحاول أن نعيد ترتيب حياتنا الفوضوية، وأن نصنع أنفسنا بأنفسنا، نضع بعض المساحيق على الواقع كي نستطيع تقبله، فالألوان عادة ما تعيد إلى النفوس بعض البهجة، وتعمل على تنقيحها، وتنقيتها من الشوائب، فالأمل دائما هو مفتاح العمل، وبه نقاتل الأيام، ونضخ خلاله دماء المستقبل، لذا سنحاول أن نغتسل من سلبيات ما فات، وندخل العام الجديد بروح التفاؤل، لعل في ذلك خير لنا، فالأعوام مجرد أرقام تتغيّر، عامٌ يسلّم رايته إلى عام آخر، ويسلّم له عهدته، ويعلق في رقبته مشاكله المُتلاحقة، وإخفاقاته، وانهزاماته، وانكساراته، وتحدياته، ومشاريعه المؤجلة، يسلّمه كل شيء لعل القادم يستطيع أن ينجز مهام ما مضى، والتي لم تُنجز بعد. إذن لنحلم بأنَّ فواتير الكهرباء ستنخفض، كي "تُنير" حياتنا وبيوتنا في عام جديد، وسعيد، فالعالم يتجه للطاقة النظيفة، وهذا في حد ذاته قد يُقلل العبء على جيوب المواطن، ولنحلم أن ترفع الحكومة عن كواهل المواطن الضرائب التي أرهقته، ترفعها عنه أقصد لا عليه، فذلك يخفف الكثير من أعباء المعيشة على النَّاس، ولنحلم بفرص عمل للشباب حقيقية لا فلسفة فيها، ولا عقود مؤقتة مقلقة تحددها، ولنحلم بسداد قروض المعسرين، والذين أصبحوا ظاهرة اجتماعية تبعث على القلق، وهي مشكلة قد تولِّد مشكلات أكبر، فالأسر تتشتت تحت سمع وبصر المُجتمع، ولنحلم بتشريعات تحمي الأسر من محاولات تفكيكها باسم الحرية الشخصية، وهي قضية مُقلقة أخرى في ظل أوضاع تجعل من الزوجين خصمين، لا إصلاح بينهما، ولنحلم بانخفاض أسعار السلع الاستهلاكية التي باتت تدق ناقوس الخطر، وتهدد ميزانيات الأسر، ولنحلم بزيادة الرواتب التي تكافح أمام موجة تضخم وارتفاع أسعار وضرائب واستقطاعات. وفي عام جديد نحلم بانفتاح اقتصادي وتجاري أكبر، فذلك هو الطريق الصحيح لانتعاش الاقتصاد، وليس بسنّ تشريعات تحد من فرص الاستثمار، ولنحلم بقيود صارمة على شركات المياه والكهرباء كي لا تستغِل المواطن تحت ذرائع تغيير العدادات، والتي تريد من خلالها التحكم في عملية احتساب فواتير استهلاك الناس لخدماتها، ومع ذلك تحمِّل المُشتركين أعباء التركيب!! وذلك تحت علم الجهة الرقابية التي من المفترض أن تحمي المشتركين، لا أن تحمي الشركات فقط، ولنحلم بتحمل المؤسسات مسؤوليتها تجاه من تمَّ تسريحهم من أعمالهم، وأن تتحمل كلفة الباحثين عن عمل الذين فاتهم قطار التشغيل، وفاتتهم قطارات العمر، حتى صاروا طاقات مُعطلة. ولنحلم بمؤسسات صغيرة ومتوسطة تحاول اللحاق بركب التجارة، وتحميها قوانين الجهات المختصة، ولنحلم بمشاريع سياحية حقيقية وعملاقة تهز أسماع العالم، ولنحلم بانتعاش اقتصادي يحرك الراكد من المياه، ولنحلم بمحافظات حيَّة ومنتعشة تجاريًا. ولنحلم قبل كل شيء باتساع صدر المسؤولين للنقد، وتقبل الرأي الآخر مهما كان حادًا، فالوطن للجميع، ويتسع للجميع، ولنحلم..ولنحلم.. ولنحلم.. فليس بعد الحلم إلا حلم آخر. وكل عام وأنتم في عالم من الأحلام والسعادة.
مشاركة :